Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
9 octobre 2013 3 09 /10 /octobre /2013 11:23

جاء عن السّيّد أزاد بادي

من المخجل حقّا أن نتحدّث عن تواصل بل و تفشّي الفساد في قطاع النّفط و الغاز في تونس ما بعد الثورة وعن تواصل سرقة آلاف المليارات من أموال و ثروات الشّعب تحت مرأى و مسمع الجميع مع الصّمت

المريب و الغريب من القائمين على السّلطة اليوم
هذه السّرقات للمال العام يتمّ عبر عديد التّجاوزات في التّصرّف في حقول النّفط بتونس بما يجعل أغلب الإتّفاقيّات النّفطيّة منذ إبرامها و عند تنفيذها تشوبها عديد الإخلالات و سوء التّصرّف و خرق قانون الصفقات العموميّة و مجلّة المحروقات و نصوصها المكمّلة و هي خروقات تمسّ برخص الإستكشاف و البحث وامتيازات الإستغلال لآبار النّفط و الغاز في تونس.
ولعله من أبرز الأمثلة على ذلك الخروقات في رخصة البحث "برج الخضراء الجنوبي" لشركة "فواياجر كوربورايشن" التي اتّسمت اجراءاتها بالفساد و الرّشورة وخرق لقانون المحروقات وخاصّة للفصل 15 منه و الخروقات في رخصة البحث "أميلكار" المسندة لشركة "بريتش غاز تونس" و المضمّنة في تقرير دائرة المحاسبات عدد 27 لسنة 2011 إضافة إلى الكشف عن عديد الخروقات في خصوص الرّقابة على الكمّيّات المفوترة واحتكار شركة "بريتش غاز" لحقل "ميسكار" وغياب أيذ رقابة وعدم استفادة الخزينة التّونسية من ارتفاع الأسعار العالميّة للمحروقات.
هذه الأمثلة وغيرها عديدة نضيف لها الخروقات الخاصّة بأنبوب الغاز العابر للبلاد التونسية من الجزائر إلى إيطاليا حيث لم يسلم ميدان الغاز الطّبيعي بدوره من خروقات جدّ خطيرة كان لها بالغ الأثر على هذا المجال الحسّاس نظرا لأنه يمثّل الوقود الأساسيّ للإنتاج الكهربائيّ وهي إخلالات سواء على مستوى تحديد نسب الأتاوة أو طريقة تصفيتها أو انتهاء مدّة الإستغلال دون أن ننسى الخروقات المتعلّقة بحقل "الشّرقي" قرقنة والمستغل من قبل شركة "بتروفاك"ء

كلّ ما سبق طرحه، مجرّد عيّنة من الفساد في الطّاقة وطرق نهب الثّروات الوطنيّة وهو مؤكّد وثابت سواء عبر تقرير دائرة المحاسبات 2011 أو في القضايا التي رفعتها الأستاذة فوزية باشا، وهو فساد متواصل إلى يومنا هذا ومتجسّد خاصّة في ملحقات الإتّفاقيّات النّفطيّة التي ستعرض على المجلس الوطني التأسيسيّ للمصادقة بعد أن وافقت عليها اللّجنة الإستشاريّة للمحروقات والتي سعت إلى إضفاء الشّرعيّة على نهب المال العام والسّرقات وسوء التّصرّف فأين أنت يا حكومة الثّورة من كل هذا؟

Partager cet article
Repost0
23 septembre 2013 1 23 /09 /septembre /2013 16:20

في عيد ميلادي الثالث والسّتّين اكتشفت أنّي كنت مخطأ في فهم كثير من الأشياء، وأنّ غشاوة سميكة كانت تحجب عن عيناي رؤيةَ واقعٍ قضيت عمري في عدم رؤيته. وبلغ بي الحمق والجهل حدّا جعلني أعتقد أنّ بعض نساء بلدي يمارسن الرّذيلة في الشّقق المفروشة والنّزل وحتّى تحت أشجار الحدائق والغابات -يا لهول ما كنت أعتقد- وأنّ بعض فتيات تونس يمارسن الجنس ويتفنّنّ فيه ويبدعن في وضعيّاته وحركاته-يا لحماقة ما كنت أتخيّل-، وأنّ البعض منهنّ يسافرن إلى البلدان الغربيّة والخليج متستّرات بوظائف وأعمال وهميّة والحال أنّهنّ يقتتن ويرتزقن من البغاء -أفّ على ما كنت أعتقد-. كانت نظرتي تلك ولا شكّ قاتمة في لونها مغلوطة في حقيقتها، حتّى استمعت إلى بعض المستنيرين من أبناء تونس البررة، من رجال البلاد الأشاوس الغيورين على شرف الوطن العريق الممتدّ إلى "علّيسة" الطّاهرة النّقيّة، و"الكاهنة" العذراء الأبيّة، مُرورا بأمّ الزّين الجمّاليّة والسّيّدة المنّوبيّة، وعزيزة عثماتة و"للّا عربيّة"،وراضية الحدّاد وليلى الطّرابلسيّة. سمعت من هؤلاء الصّناديد ما فتح عيني وأرجع عقلي إلى صوابه، وأيقنني أنّ نساءنا والحمد لله لم يمسسهنّ بغي ولم تلطّخ أعراضهنّ بعهر إلّا في جهاد النّكاح الذي أتت به و روّجته فئة ضالّة في زمن ما بعد الثّورة. فحمدت الله على أن هداني إلى الإستماع إلى هؤلاء الشّرفاء من أبناء تونس الأنقياء. هؤلاء الحكماء أرشدوني إلى ما كنت أجهله عن بلدي تونس، العالي صيطها بين الأمم والرّافلة في الخير والنّعم، وكيف كانت متقدّمة على مثيلاتها في المراتب العالميّة، وسابقة حتّى دولا متقدّمة غربيّة، حائزة على مراكز مرموقة في المعرفة والعلوم، نائية بشعبها عن الجهل والفقر والهموم، حكّامها عباقرة حكماء، ومسؤولوها خبراء أنقياء، ليس في إدارتها فساد، إلّا في فئة قليلة من العباد، مؤسّساتها عريقة، و برامج أولي أمرها دقيقة، طرقاتها خالية من الحفر، وفضلات أحيائها لا تلوح للنّظر، أنهُجُها نظيفة يرتاح فيها البعيد والقريب، و بناءاتها تخضع للقوانين والتّراتيب، غدران أزقّتها يتوضّؤ فيها المصلّي من النّظافة، وشباب أحيائها ينطق فكرا و ثقافة، وسائل نقلها تأتي في الإبّان، وهي راحة للمسافر التّعبان، شرطيّها مهذّب ظريف، لا يستعمل الزّجر والتّعنيف، أريافها موفورة الشّغل و العمل، من حرّ الشّمس محميّة بظلّ، الأمن والأمان فيها مستتبّ، والنّشل غائب عن كلّ درب، لا عنف لا شتم فيها ولا سباب، والمرأة لا تخشى الإغتصاب، حدودها محروسة متينة، تمنع "الحرقان" بالسّفينة، لا مجال فيها للممنوعْ، إلّا ما كان جائزا مشروعْ، يقال فيها الرّأي بصراحة، والنّقد يُسْمَعُ بكلّ راحة، حرّيّة عدالة نظام، وعيش العزّ للأنام. كلّ هذا كان غائبا عن فهمي المتعطّل وذهني البليد، ولم أكن متفطّنا إليه، ولولا هؤلاء الأخيار الصّادقون لبقيت ضالّا عن فهم الحقائق التّاريخيّة الدّامغة رغم ولادتي في هذا البلد من أوّل الخمسينات، ومعايشتي للفترة الأولى للإستقلال وصراعات بورقيبة مع بن يوسف وحسن معاملته له ولأصحابه، وتصرّفه الحضاريّ مع عائلة الباي خصوصا زوجته وبناته، وعفوه ورحمته بمن انقلبوا عليه من "الخونة" الباحثين عن الكراسي، وتكرّمه بالغفران على من كان محلّ ثقته فأساء التّصرّف في فترة الإشتراكيّة البورقيبيّة، وصفحه عن التّلاميذ والطّلبة المشاغبين في 1967، وإحسانه لعضده الأيمن الذي أتى بعده رغم كونه "بهيم أدغم" في 1971، وسداد رأيه في تراجعه بعد توقيعه عن الجمهوريّة العربيّة الإسلاميّة مع القذّافي1974، وتضحيته بالإستجابة لشعبه في قبوله للرّئاسة مدى الحياة في 1975، وعطفه الذي أغرق فيه المارقين من الإتّحاد الذين أرادوا حرق البلاد في 1978، وحنكته في التّعامل مع خلايا الإرهاب الذين احتلّوا ثكنة عسكريّة في أحداث قفصة في 1980 رغم الحدود الآمنة المُحصّنة، واستباقه لعصره في إرساء الدّيمقراطيّة والتّعدّديّة بتنظيمه لانتخابات 1981 النّزيهة والشّفّاقة، وعبقريّته في تصريحه المشهور "نرجعو كيف ما كنّا" الذي أخمد ثورة الخبز في 1984، ونباهته في التّفطّن لألاعيب وزيره الأوّل المزالي وإزاحته لابنه و زوجته وشلّة من المتآمرين، وإيلائه المكانة المرموقة لإبنه البارّ زين العابدين. كنت في جهل بهذه الإنجازات العبقريّة - ويا لعمق جهلي- بل كنت أحسب أنّه لم يحسن التّفكير إلّا في القضيّة الفلسطينيّة ومجلّة الأحوال الشّخصيّة، وفي ما يخصّ الصّحّة والتّعليم،  كنت من جهلي أحسب أن الدّول العربيّة والإفريقيّة والآسويّة تولي اهتماما كاملا لهذين القطاعين مثل المغرب و الجزائر والأردن و العراق ولبنان و كوريا و ماليزيا و أندونيسيا و السّينغال و غينيا و غانا والكوت ديفوار ... وغيرها كثير. وخطئي هذا متأتٍّ من عدم تصديقي لإعلامنا الحرّ والنّزيه الذي كنت أتوهّم أنّه يبالغ في تلميع صورة الزّعيم العبقريّ و يروّج لإنجازات وهميّة ليُغطّي مصائب و فضائع إجتماعيّة، يا لغباوتي عندما كنت أتأفّف من "توجيهات الرّئيس" و أشمئزّ من "المدائح و الأذكار" و"قافلة تسير" و محتوى شريط الأنباء المملوء  بعرض جدول أوقات المجاهد الأكبر من تجوال وسباحة واسترخاء ومشاهدة مدح العباقرة من الشّعراء. كنت في هوّة من الغباء عميقة حجبت عنّي الحقيقة، حتّى جاء من فتح بصيرتي ودلّني إلى الطّريق السّويّ، فتحقّقت أنّ ما قاله بورقيبة عن نفسه في كلّيّة الصّحافة وعلوم الأخبار صحيح، ويُستثاق به لكتابة تاريخ الحركة الوطنيّة، فهل يتصوّر أحدُنا أنّ المجاهد الأكبر يستطيع الإعلاء من شأنه مع تقزيم وتصغير شأن الآخرين؟ وأنا بجهلي كنت أؤمن أنّ التّأريخ علم يُكتَب به التّاريخ بموضوعيّة وحياد من طرف مختصّين وأنّ كاتب تاريخ نفسه غير محايد وربّما كاذب. يا لحمقي و جهلي و قلّة درايتي عندما كنت أعتقد أنّ المستعمر قرّر تغيير كيفيّة سيطرته على الدّول المستضعفة بمدّها بالإستقلال، مع المحافظة على مصالحه باختياره أحسن الحافظين لهذه المصالح، وما تقارب تواريخ استقلال هذه البلدان -ما بين 1950 و1965- إلّا دليل على ذلك، إلّا في بعض الحالات التي استعصت عليه، فرتّب لها مخطّطات خبيثة أخرى أرجعتها إلى القافلة...و لا تزال. أرعنٌ أنا و أبله أحمق عندما كنت أعتقد أن ليس في بلدي من السّياسيّين من هو صاحب خبرة، لأنّي كنت أدّعي جهلا و تعنّتا أنّ الخبرة لا تُكْتَسب فقط بعدد السّنين المُقَضّاة في مهنة ما، بل بوسائل المراقبة والتّتبّع والمحاسبة النّابعة من منظومات رقابة قانونيّة دقيقة في مؤسّسات قويّة راسخة لا تتبدّل بتبدّل الأشخاص ولا تتغيّر بتغيّر المسؤولين...تبّا لجهلي و لما كنت أعتقد، والشّكر لجهابذة بلادي من المستنيرين الذين أناروا أمامي الطّريق ، والله أسأل أن ينعموا عليّ بمفاهيم أخرى لحقائق أخرى لا زلت أجهلها..."السّرا والسّخطّ ...في تحاصل معناها...والمرض والقمل ...في تحاصل...والجهل والتخلّف...في تحاصل معناها...شيّ كبييييير...هذا هو الجهاد الأكبر...آآآآه إمّالاااااااااااااااا"...اللهمّ اغفر له وارحمه و جازه بما قدّم من خير للبلاد واغفر لنا ما قلنا فيه و إن كان حقّا

 

Partager cet article
Repost0
13 août 2013 2 13 /08 /août /2013 01:52

نحن نفتخر بنسائنا ونهلّل لهنّ، وما افتخارنا بهنّ إلّا افتخار بحضارتنا، ولكن لا داعي لاستعمال "أفعل التّفضيل" مثل "أوّل" و "أحسن" و "أعظم" و"أذكى"، لأنّ أشقّاءنا من العرب لهم أقوال و مواقف أخرى مغايرة لما نقول، وما عليكم إلّا الإطّلاع على ما يقول إخواننا المصريّون والمغاربة والجزائريّون في خصوص نسائهم. ولا شكّ في أنّ مجلّة الأحوال الشّخصيّة التّونسيّة وما تحتويه من حقوق وحرّيّات للمرأة تُعدّ رائدة في العالم العربيّ بفضل الإرادة السّياسيّة ممثّلة بالخصوص في شخص الرّئيس الحبيب بورقيبة الذي تبنّى وطبّق الأفكار المستنيرة ل"الطّاهر الحدّاد" الذي بدوره تأثّر بمواقف وأفكار وكتابات المصريّ "قاسم أمين" الذي سبقه في هذا المجال. فحضارة الإنسان، ومنذ بدء الخليقة، شموليّة و متكاملة، يتأثّر كلّ مجتمع بشريّ بما تستنبطه المجتمعات الأخري، سواءا في الميادين الإجتماعيّة والإقتصاديّة أو ميادين الإكتشافات والإختراعات والإبداعات الفنّية. فعلينا أن نترك التّباهي المغلوط والنّرجسيّة المفرطة بتعلّة الوطنيّة، ولنترك لأنفسنا مجالا للتّواضع، لأنّ من يبالغ في التّباهى بذاته..."العفو سوف لن أقولها" اه

Partager cet article
Repost0
12 août 2013 1 12 /08 /août /2013 18:13

يضحكني سخيف           يستعمل الظّرافة   

ليخفي ما يخيف  
                 من قلّة الثّقافة

 

 

أفّ على جبان              تراءى بالبطولة

 

 

في غفوة الفرسان         من قلّة الرّجولة

 

 

تبّا لذي خسـاسة           ليس من الكرام

 

 

في لعق نعل السّاسة     طاب له المقام   


تتعبني الحمير            
تستعمل الحوافر       
 
لتوقف المسير            
وترهق المسافر     
 

تذهلني أناس             تنتهز المآسي


تلوّث الإحساس         للفوز بالكراسي


يُقرفني كَفّار             يستخدم الحروف


بالنّثر والأشعار        يفرّق الصّفوف

 

 

يؤلمني مسؤول       لا يفقه القيادة                         

 

 

ليست له أصول       في الحكم والرّيادة


أبكي على شعوب    لا تعرف الحداثة


تسبح في العيوب   كالبغل في الحراثة

 



 





 


 

 

 



Partager cet article
Repost0
26 février 2013 2 26 /02 /février /2013 18:15
لمن يطرح إشكاليّة العبادات في الأجرام السّماويّة

 

 

إنّ ما توصّل إليه العلماء المختصّون في الفضاء والفيزيا الفلكيّة و علم الكونيّات، إلى حدّ هذه السّاعة، يجعلنا نجزم بأنّ الحياة غير ممكنة في أيّ جرم من الأجرام السّماويّة القريبة من الأرض، سواءا كانت هذه الأجرام داخل المجموعة الشّمسيّة أو خارجها إلى حدود بعض مئات السّنين الضّوئيّة داخل مجرّتنا -درب التّبّانة- التي يبلغ عرضها مائة ألف (100.000)سنة ضوئيّة، والتي تشتمل على ما يقارب مائتي مليار(200 مليار) من النّجوم المماثلة لشمسنا، والتي هي مجرّة من  بين ثلاثة مائة مليار(300 مليار) مجرّة في الكون المرئيّ. فالشّروط الملائمة للحياة، من درجة حرارة معتدلة و وجود الماء والمواد الحيويّة الأخرى والغازات الضّروريّة بمقادير محدودة والطّبقات الجويّة العازلة والحامية للحياة لا تتوفّر إلّا في كوكبنا الأرضيّ. وأمّا في ما يخصّ الأجرام الأخرى، فإمّا أن تكون غازيّة خالصة -غير صلبة- وهو ما يجعل المكوث عليها والحياة فيها مستحيلة، وهذا بقطع النّظر عن درجات الحرارة السّائدة ومكوّنات الحياة، وإمّا أن تكون صلبة مثل الأرض، ولكنّها تتّسم بدرجات حرارة عالية أو هابطة لا تطاق(مائاة الدّرجات فوق أو تحت الصّفر)، علاوة على تواجد غازات قاتلة ومناخ جوّيّ خانق يفتقر إلى أبسط شروط الحياة. ولو سلّمنا بوجود كوكب يشبه الأرض في بعض المناطق من مجرّتنا، بحيث يمكن للبشر الإقامة فيه، فإنّ الواحد من سكّان الأرض لن يصل إليه إلّا بعد آلاف السّنين الضّوئيّة، هذا إذا سلّمنا بأنّه يسافر نحو هذا الكوكب بسرعة الضّوء(300.000كم/ث ما يساوي 1080مليون كم/س لنقل :مليار كم/س)، ولا أظنّ هذا ممكن في زماننا أو في الأزمنة الإنسانيّة القادمة رغم إيماننا بقدرة التّقدّم والتّطوّر البشريّ، وحتّى إن سلّمنا جدلا بإمكانيّة توصّل البشريّة إلى تحقيق هذه المعجزة العلميّة الخارقة، فعلى هذا الكائن البشريّ أن يقضّي بعض آلاف السّنين -إن لم نقل ملايين السّنين- للوصول إلى هذا الكوكب المنشود. فكأنّما الحياة لم تُجْعل إلّا لتكون على سطح كوكبنا الأرضيّ، وأنّ الإنسان "الأرضيّ" وُجِدَ ليكون "سجينَ" أرضه رغما عن أنفه ورغم إرادته للحياة في كوكب آخر، فسوف لن يستجيب له القدر في هذه المرّة ،وليس هذا الكلام دينيّا أو تييوقراطيّا بل هو علميّ بحت
ولمن يطرح إشكاليّة تطبيق العبادات في مثل هذه الأجرام السّماويّة، ومدى إمكانيّة إقامتها، وكيفيّة الصّيام والصّلاة والحجّ نقول: إنّ الخالق اختار الأرض لعيش الإنسان وذلّلها له ليسعى في مناكبها، وهيّأ له فيها أسباب العيش و"العبادة"، وأباح له النّفوذ منها إلى أقطار السّماوات...باستعمال سلطان المعرفة. وكما أنّه رخّص لمخاليقه عدم أداء الواجبات الدّينيّة لظروف معيّنة، كعدم الصّيام في السّفرأو المرض، وعدم الحجّ لمن لم يستطع، وتقصير الصّلاة أو الإتّجاه فيها إلى أيّ جهة -في الطّائرة أو الرّتل أو إتّجاه الرّاحلة- فيمكن لنا أن نقول أنّ هذه العبادات يمكن أن تسقط -ما عدا الصّلاة- على روّاد الفضاء وعلماء المستقبل المتواجدين في مركبات فضائيّة أو مخابر مبنيّة ومهيّأة على سطح هذا الكوكب. وفي هذا الشّأن يجب علينا أن نستحضر مقاصد الشّريعة من هذه العبادات، فليس المقصد من الصّوم والحجّ والصّلاة الجهد والتّعب والمشقّة فقط، بل مقاصدها الإجتماعيّة والنّفسيّة والأخلاقيّة ومدى تأثيرها في العلاقات البشريّة أعمق من الفعل بذاته، وتمثّل الهدف النّبيل الذي بدونه لا تصحّ هذه العبادات -وهذا أمر أكيد بالنّسبة لي ولا أنتظر فيه إفتاءا أو قول فقيه-...هذا مع إمكانيّة تقسيم اليوم الكوكبيّ على غرار التّقسيم في الأرض لغرض الصّلاة، فعلى المرّيخ مثلا، ليست هناك إشكاليّة في طول اليوم الذي هو يساوي اليوم على أرضنا(24س39د)...أمّا في ما يخصّ الكواكب خارج المجموعة الشّمسية فلِنصل إليها أوّلا -بعد بضعٍ من مائات أو آلاف السّنين الضّوئية- ولنطرح علينا الصّوم والحج، مع دوام الرّكوع والسّجود لخالق الكوكب الذي نفذنا إليه، وإلى أيّ اتّجاه، فأينما نولّي فثمّ وجه الله ...للمتفقهجين: لم أذكر الآية
ملاحظة: لم أشأ في هذا الحديث أن أذكر أيّ آية من القرآن الكريم، لأنّي ربّما أتحدّث مع من لا يؤمن بما أؤمن به.

Partager cet article
Repost0
13 janvier 2013 7 13 /01 /janvier /2013 00:25

الكلامُ فيه الحَسَنُ والقبيح، والطَّيِّبُ والخبيث،  والحِكْمة والبلاهة، والبلاغة والثّرثرة، والعِلْمُ والجهل، والإفادة والملل، وهو ما ميّز  الله به البشرَ عن البهائم مع العقل. والصَّمْتُ فيه سَمْعٌ و صَمَم، واِنْصاتٌ وغباء، وتفكيرٌ وفَراغ، وتحليلٌ و إِعاقة، وتركيزٌ وشُرود، وعِبادةٌ وغَفْلة، وهو ما يُنْزِلُه الله على مخلوقاته عند النّوم أو الموت. فإذا تكلّمتَ فأحْسِنْ وأَطِبْ، وأحْكِمْ وأَبْلِغْ، وعَلِّمْ وأَفِدْ، واعْرِفْ متى تبدأُ كلامَك ومتى تصْمُت، فإذا صَمَتَّ فلكي تسمعَ وتٌنْصِت، أوْ تُفكّرَ وتُحلِّل، أو تُرَكِّزَ وتَعْبُد، وَكُنْ كذلك حتّى يقْضِيَ الله بِنَقْلِك إلى جِوارِه...فاصْمُتْ في حَضْرَةِ ذاتِه العلِيَّة، إلاّ أن يَأْذَنَ لك فتكلّم... شَاهِدًا له بالعزّة والعظمة والوحدانيّة، شاكرا له ما أنعم على عباده من نِعَم، كنِعْمَتَي الكلام والصّمت   

Partager cet article
Repost0
10 janvier 2013 4 10 /01 /janvier /2013 13:44

من غرائب التّصرّفات التي علقت بنا نحن المسلمون، وكبّلت أفكارنا وحدّت من إبداعنا وقيّدت من حرّيّتنا وأقعدتنا  وسجنتنا في كهف البلادة الذّهنيّة والجهل الحضاريّ هي تشبّثنا بالبحث الدّائم عن القائد المُلْهَم والزّعيم العبقريّ والإمام المرشد، والأغرب من هذا هو حِرْصُنا على إيجاده حتّى و إن لم يتواجد، وكأنّ لسان حالنا يقول:"لا بدّ لك من شيخ يريك شخوصها" على مسلك المتصوّفة من أمّتنا. وممّا يزيد طيننا بلّة، تنزيهنا اللّامتناهي وتقديسنا الأعمى ل"حكيم زمانه ووحيد عصره" الذي "أنعم الله به علينا" بعد أن أنعمنا به على أنفسنا، فلا مناقشةٌ لنظريّاته ولا نقدٌ لمواقفه ولا جدال لأقواله، فكأنّما يوحي إلينا ما أوحى الله إليه

وتتفتّح قرائحنا في مدحه وإطرائه وتمجيده حتّى لا يبقى في أمخاخنا مجال ولو ضيّق للتّفكير في مسائل حياتيّة أخرى تنهض بنا، وإن فكّرنا فبإلهام من مبادئه العبقريّة وباستدلال من نظراته الإستشرافيّة. وهذا بالظّبط ما وقع في مختلف بلداننا من مصر مع جمال عبد النّاصر وخليفتيه والمغرب مع الحسن الثّاني ومحمّد السّادس والجزائر مع بومدين وليبيا مع القذّافي والسّعوديّة مع آل سعود والإمارات مع آل نهيان والكويت مع آل الصّباح وعمان مع قابوس وسوريا مع عائلة الأسد والأردن مع الحسين وعبدالله...وتونس مع بورقيبة و "زعبع"ووصل بنا الأمر إلى التّباهي في ما بيننا ب"أصنامنا" ومدى ضلوعها في الحكمة واللّباقة والدّهاء السّياسيّ


وها نحن بعد ثورتنا في اشتياق متزايد إلى"المهديّ المنتظر" الذي سيصلح البلاد والعباد ويقضي على الفقر والفساد  لنعود إلى ما تعوّدنا عليه. وفي اشتياقنا هذا، انقسمنا إلى مجموعات متباينة، كلّ مجموعة اتّخذت لها رمزا تمجّده وتدعو إليه وتخطو خطاه، وتحقد على من خالفه، دون تحليل لما صدر منه أو نقد لما ذهب إليه، بل بانصياع أعمى واتّباع غير مشروط وموالاة انتحاريّة تحت شعار"بالرّوح...بالدّمّ...نفديك يا...سي زكرة". منهم من يستدلّ بالخبرة والحكمة والتّلمذة في مدرسة من سبقه من الأصنام، ومنهم من يلجأ إلى الطّهر والإستقامة والعفّة والتّقوى، ومنهم من يذكر النّضال والمقاومة والإستبسال، وآخرون يجمعون في وَثَنِهم كلّ هذه الخصال


وكان الأحرى بنا أن نستلهم تصرّفنا من حضارتنا التي ألهمت الحضارات والتي نعرف منها أنّ رسولنا صلّى الله عليه وسلّم كان يستشير أصحابه، بل أنّ هؤلاء الأصحاب كانوا يسألونه عمّا صدر منه "هل هو الوحي أم الرّأي والحكمة؟"، فإن كان رأياً ناقشوه فيه وربّما أتوا بما يخالفه. وكان الأئمّة الأعلام من المجتهدين يقولون "رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصّواب" وهذا يُعْتَبَر قاعدةً للحوار بين الرّأي والرّأي الآخر، وقال أبو بكر"إني ولّيت أمركم ولست بخيركم، فإذا أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوّموني"، وقال عمر"أخطأ عمر و أصابت إمرأة" بعد مراجعتها له في مهر النّساء...والأمثلة كثيرة في هذا الشّأن...فلماذا وطّنّا أنفسنا على تقديس من هو واحد منّا؟ يأكل ويشرب ويتغوّط ويغضب و يشمئزّ ويقمطر ويعبس ويخاف ويبكي ويضحك ويمرض ويخطئ ويصيب، ويتصرّف كالصّبيان أو المعتوهين في خلواته ونزواته ويلبس جبّة الوقار أمام النّاس...لماذا نولي له أكثر ممّا يستحقّ من الإحترام؟ ونكاد نرفعه إلى درجة العصمة والقداسة إن كان اتّجاهنا إسلاميّا، وإلى أعلى درجات الحكمة والخبرة إن كانت ميولاتنا علمانيّة أو حداثيّة؟

 

لماذا لا نفهم أنّ نجاح الأمم في إقامتها لدولة قويّة، مُقوّماتها مؤسّساتٌ عتيدة صلبة وقوانين متينة عادلة  ومنظوماتُ مراقبة ومحاسبة، في خدمتها إطارات ونُخب وكفاءات يُقالُ للمحسن منها أحسنت وللمُسيء أسأت. لماذا لا نفهم أنّ الإنسانيّة بلغت عهد العمل الجماعيّ في شتّى المجالات، الإجتماعيّة منها والإقتصاديّة، والسّياسيّة منها والعلميّة. أرجو أن لا تكون طينتنا من برّ "العبيد" لنبقى دائمي البحث عن سيّدٍ نرفعه فوق الأعناق تارة وننبطح أمامه تارة أخرى وبين التّارة والتّارة نضرب له الدّفوف...

 

افهموا...أو  دمتم خدما لأسيادكم ... ودام لكم جهلكم 


  

Partager cet article
Repost0
7 janvier 2013 1 07 /01 /janvier /2013 00:47

من السّخافة أن يُهيّئ المسكين نفسه لمأدبة غداء فاخرة وهو مُعْدَمٌ في صباح يومه، ومن البلاهة أن يَحْجِز الأُمِّيّ مقعدا في مكتبة وطنيّة ليَنْهَلَ من مُحتويات المعاجم القيّمة، كما من الغباوة أن ينتظر حصادا وفيرا من زرع حبّا في قفار صحراويّة مالحة. فالمسكينُ لا بدّ له من اتّخاذ الأسباب لينهضَ بحاله ويصبحَ في عداد الميسورين ليَنْعمَ بما لذّ و طاب من المأدُبات، والأمّيّ عليه بِإماطة الجهل والإستنارة بالتّعلّم لكي يغرف من مناهل العلوم، وعلى من أراد حصادا وافرا أن يزرع في أرض خصبة معطاء. كذلك لا ينعم بالحرّيّة من كانت له أخلاق العبيد، ولا الكرامة تَسْعَدُ بها النّفسُ الخسيسة، ولا العِزّة تشرح صدرَ دنيءٍ تعوّد لعْق الأحذية

سخافة ومسكنة وبلاهة وجهل وغباوة وعبوديّة وخساسة ودناءة ....لا تتناغم مع حرّيّة و...ديموقراطيّة

و...كما تكونوا... يُوَلَّى عليكم 

Partager cet article
Repost0
4 janvier 2013 5 04 /01 /janvier /2013 16:20

إنتابني شعور بالقرف والإشمئزاز، واستحوذ عليّ إحساس بالغربة والإحباط والخيبة، عندما شققت طريقي من شارع الحرّيّة متّجها إلى محطّة الأرتال عبر شارع الحبيب ثامر ونهج جمال عبد النّاصر ثمّ نهج إسبانيا ونهج بلجيكا. وكنت أنوي الرّجوع بمخيّلتي إلى أيّام خلت من سنين حياتي حين كنت طفلا في الخمسينات،  وشابّا في أواسط السّتّينات و السّبعينات، حيث اللّعب و المرح ثمّ اللّهو والتّجوال، لمّا كنّا نخرج من أزقّة المدينة العتيقةالعابقة بأريج تاريخها الممتدّ في أعماق الأزمنة الغابرة، لنرتمي في شوارع الحيّ العصريّ حيث الحداثة والفخامة والرّقيّ، لننتقل في وهلة وجيزة من الزّيتونة والأسواق والحجّامين والحفصيّة والحلفاوين وباب سويقة  والدّيوان وعنق الجمل  وصبّاط الظّلام والتّربخانة وتربة الباي إلى لافيجري وجول فيري وشارل ديقول ولافايات ولامارين والبورتيغال وجون جوراس وبوزانسون و ماتز وقامبيتا والبلفيدير. مررت في جولتي تلك أشقّ طريقي فوق الزّبالة، وتحيط بي القمامة من كلّ جانب، تقتحم أنفي روائح كريهة وتغزو أعيني مشاهد مقرفة وتغتصب أذناي ضوضاء الهمجيّة والوقاحة والذّوق الدّنيء. إنتصاب همجيّ لباعة فوضويّين واكتساح بلطجيّ لنازحي ما بعد الثّورة. عذرا سادتي الكرام، المدينة ياتيها الرّيفيّ فتكسوه بأناقتها، والحضارة يَقدِم إليها البدويّ فيتزيّن برفاهتها، ولكن ...هنا أتوقّف...لكي لا أثلب في بني وطني بجهويّة واستعلاء، وهم من أنجزوا ثورة "الياسمين"...ليشتمّ العالم عبيق زبالتنا

Partager cet article
Repost0
19 décembre 2012 3 19 /12 /décembre /2012 23:58

أردت بادئ ذي بدأ أن تطّلع على موقفي من الإختلاجات الأولى للثّورة، وقد دوّنت هذا الموقف على هذا الرّابط وكان ذلك قبل مارس2011

http://slama.over-blog.fr/article-68659885.html

ولم تشأ الأقدار أن أكمل الحديث عن أطوار وتطوّرات الثّورة التّونسيّة...وسوف يكون ذلك في القريب إن شاء الله

أمّا في ما يخصّ موقفي الحالي من أهمّ المسائل المطروحة، فإليكها باقتضاب


أكبر خطر يحدّق بالبلاد هو "حزب نداء تونس" لأنّه يمثّل بكامل البساطة الرّجوع إلى العهد البائد

 

لا أؤمن إطلاقا بما يسمّونه " الخبرة" التي يتمتّع بها من سبق من المسؤولين منذ ستّين سنه، وذلك لسبب بسيط جدّا يتمثّل في غياب المراقبة وتقييم النّتائج، ولا داعي هنا للرّجوع إلى استعراض الخيبات والبرامج المفلسة والفاشلة طيلة السّنين الفارطة منذ الإستقلال

 

لا أؤمن إطلاقا ب"الرّجل المنقذ" أو "حكيم زمانه"الذي ينقذ البلاد والعباد ويأتي بالوصفة السّحريّة للعبور إلى برّ الأمان، بل العبرة بإرساء مؤسّسات قويّة ومنظومات قانونيّة تشتغل فيها القوى الوطنيّة بشكل مجموعات بانظباط ومنهجيّة تحت هياكل تنظيميّة علميّة وبرامج واضحة ودقيقة. فلا "تشرشل" أو "دي قول" أو "أيزنهاور" قادوا دولهم في فترة الإقلاع الإقتصادي بعد الحرب رغم ما لهم من باع كبير في تسيير الحرب على المحور. وما كانت بلاوينا وخيباتنا إلّا من أمثال"الرّجال العظام" عبد النّاصر و بورقيبة وصدّام حسين و حافظ الأسد والحسن الثّاني والحسين وبومدين و آل سعود و آل نهيان وآل خليفة وقابوس... وعمّار بوالزّورّ و خميّس الحوّات والسّلطان زحزح


جماعة اليسار : شكري بلعيد وحمّة الهمّامي.. ألخ، فيهم مناضلون صادقون...ولكن كرههم للإسلام الذي يعتبرونه عدوّهم الأوّل يجعلهم يتحالفون مع سقط المتاع من الأحزاب الأخرى أو حتّى مع الشّيطان لضرب و إعدام كلّ من يتحدّث باسم الإسلام...وسوف لن يتغيّروا إلى قيام السّاعة...ولكنّ مصيرهم السّياسي في بلدنا مآله الخسران و: صفر فاصل

 

التّجمّعيّون والدّستوريّون ليس لهم مكان في الحكم مهما كان ماضيهم: نظيف أو عفيف...فليس فيهم شريف...ولست أطالب بشنقهم أو إدخالهم السّجون...فقط "سيّب صالح" و"أعتقني"و"شدّ دارك وفك على قتلي" ويكفيهم ما حكموا و نظّروا وجرّبوا بقطع النّظر عن النّتائج...ولا يجب التّعامل معهم من قريب أو من بعيد، ومن فكّر في استغلال "خبرتهم" أو قوّة نفوذهم أو تمكّنهم من "المسالك" الإقتصاديّة أو الإداريّة أو درايتهم بشعاب البلاد ...فهو واهم سائر إلى طريق مسدود ينتهي بهاوية...فهم أخسّ القوم و أرذل من عاش بهذه البلاد منذ ثلاث مائة ألف سنة و سنة...فأحسنهم أخْيَفٌ وعُتُلٌّ زَنِيمٌ وجِوَاظٌ حقيرٌ ونذل دنيء...ومن لم يعرف هذا فهو لا يعرف البلاد والعباد...فالحذر الحذر من "الضّباع" ولا حقّ للضّباع منذ اليوم في حكم هذه البلاد

 

التّأخير في المحاسبة والمساءلة في الإدارة والقضاء والأمن والأعمال أضعف الحكومة و أدخل من في الحكم في أروقة متفرّعة المسالك كلّ منها يؤدّي إلى متاهات متفرّعة يصعب فيها حتّى الرّجوع إلى مكان الإنطلاق. وزاد هذا في إعطاء الثّقة لأناس كانوا مختبئين من الخشية على أنفسهم، مطأطئي الرّؤوس، فأصبحوا مولغين في السّبّ والشّتم و حتّى التّبجّح بالمشاركة الفعّالة في الثّورة

 

التّقصير في التّواصل أو الإتّصال مع أفراد الشّعب وإعلامه بلغته الشّعبيّة الدّارجة وتفسير مجريات الأمور في الإبّان، أضعف ثقة الشّعب في من اختارهم و أعطى المجال واسعا للخاسرين من المعارضة وحتّى أزلام النّظام السّابق لإفشاء الأكاذيب والتّحريض على الشّغب والإعتصامات والإضرابات بعنوان الوطنيّة والإستحقاقات الثّوريّة وأنّ من اختارهم الشّعب للحكم ليسوا أهلا لذلك وقد فشلوا فشلا ذريعا

 

عدم تطبيق الصّرامة والحزم على كلّ من اخترق القانون، من طالبي شغل عشوائي بتعلّة الإنتماء إلى عائلات شهداء أو جرحى الثّورة، من قاطعي طريق في مناطق اندلاع الثّورةبعنوان الأولويّة في التّنمية، من مغلقي منشآات إقتصاديّة عظيمة بحجّة النّضال النّقابي ومن مهرّبي مواد حيويّة بهمجيّة مفرطة بحجّة التّجارة والتّعويل على الذّات ومن راقصين في شطحات سلفيّة بحجّة تطبيق الشّريعة، كلّ هذا وغيره من نقص الحزم أدّى إلى التّطاول جهرا على من يجب له الإحترام

 

التعويل على نفس المنوال الإقتصادي القديم وبالأخصّ التّعويل في تطبيقه على نفس الرّموز الإداريّة القديمة وبنفس الطّريقة ونفس الآليّات أدّى إلى تواصل الفساد والرّشوة والمحسوبيّة

 

الإنصياع بسهولة إلى مطالب النّقابة "المشطّة" في الزّيادات في الأجور: أطبّاء، أمنيّون، أعوان ديوانة، أعوان حماية مدنيّة، أساتذة جامعيّون...الخ، كان من شأنه أن أحنى ظهر الحكومة وأثقل كاهلها أو ربّما قصمه، علاوة على الإستنقاص من هيبتها

 

صرف مجهودات كبيرة وشاقّة في مسائل تافهة وغير مجدية كقضيّة "سامي الفهري" أو قضيّة بثّ حلقة "سليم شيبوب" عوض الإلتفات إلى ما هو أهمّ وأجدى، ألبس قضيّة المحاسبة بدلة السّخافة

 

حسن النّيّة والثّقة بالبشر والسّماحة لا تُطَبَق إلّا على القليل من العباد، وحتّى وإن كانت فمع المراقبة واليقظة، وإلّا أصبحت دروشة "أشعريّة" تقود إلى الهزيمة...فلا مجال ل"دروشة" في حكم

 

وكختم للكلام أقول: كما أنّ للبيت ربّ يحميه...فلدين الإسلام حافظ يحفظه

 

هذا بعض ممّا أراه، ولي المزيد في هذا الشّان، والله الموفّق في كلّ واردة

Partager cet article
Repost0