أردت بادئ ذي بدأ أن تطّلع على موقفي من الإختلاجات الأولى للثّورة، وقد دوّنت هذا الموقف على هذا الرّابط وكان ذلك قبل مارس2011
http://slama.over-blog.fr/article-68659885.html
ولم تشأ الأقدار أن أكمل الحديث عن أطوار وتطوّرات الثّورة التّونسيّة...وسوف يكون ذلك في القريب إن شاء الله
أمّا في ما يخصّ موقفي الحالي من أهمّ المسائل المطروحة، فإليكها باقتضاب
أكبر خطر يحدّق بالبلاد هو "حزب نداء تونس" لأنّه يمثّل بكامل البساطة الرّجوع إلى العهد البائد
لا أؤمن إطلاقا بما يسمّونه " الخبرة" التي يتمتّع بها من سبق من المسؤولين منذ ستّين سنه، وذلك لسبب بسيط جدّا يتمثّل في غياب المراقبة وتقييم النّتائج، ولا داعي هنا للرّجوع إلى استعراض الخيبات والبرامج المفلسة والفاشلة طيلة السّنين الفارطة منذ الإستقلال
لا أؤمن إطلاقا ب"الرّجل المنقذ" أو "حكيم زمانه"الذي ينقذ البلاد والعباد ويأتي بالوصفة السّحريّة للعبور إلى برّ الأمان، بل العبرة بإرساء مؤسّسات قويّة ومنظومات قانونيّة تشتغل فيها القوى الوطنيّة بشكل مجموعات بانظباط ومنهجيّة تحت هياكل تنظيميّة علميّة وبرامج واضحة ودقيقة. فلا "تشرشل" أو "دي قول" أو "أيزنهاور" قادوا دولهم في فترة الإقلاع الإقتصادي بعد الحرب رغم ما لهم من باع كبير في تسيير الحرب على المحور. وما كانت بلاوينا وخيباتنا إلّا من أمثال"الرّجال العظام" عبد النّاصر و بورقيبة وصدّام حسين و حافظ الأسد والحسن الثّاني والحسين وبومدين و آل سعود و آل نهيان وآل خليفة وقابوس... وعمّار بوالزّورّ و خميّس الحوّات والسّلطان زحزح
جماعة اليسار : شكري بلعيد وحمّة الهمّامي.. ألخ، فيهم مناضلون صادقون...ولكن كرههم للإسلام الذي يعتبرونه عدوّهم الأوّل يجعلهم يتحالفون مع سقط المتاع من الأحزاب الأخرى أو حتّى مع الشّيطان لضرب و إعدام كلّ من يتحدّث باسم الإسلام...وسوف لن يتغيّروا إلى قيام السّاعة...ولكنّ مصيرهم السّياسي في بلدنا مآله الخسران و: صفر فاصل
التّجمّعيّون والدّستوريّون ليس لهم مكان في الحكم مهما كان ماضيهم: نظيف أو عفيف...فليس فيهم شريف...ولست أطالب بشنقهم أو إدخالهم السّجون...فقط "سيّب صالح" و"أعتقني"و"شدّ دارك وفك على قتلي" ويكفيهم ما حكموا و نظّروا وجرّبوا بقطع النّظر عن النّتائج...ولا يجب التّعامل معهم من قريب أو من بعيد، ومن فكّر في استغلال "خبرتهم" أو قوّة نفوذهم أو تمكّنهم من "المسالك" الإقتصاديّة أو الإداريّة أو درايتهم بشعاب البلاد ...فهو واهم سائر إلى طريق مسدود ينتهي بهاوية...فهم أخسّ القوم و أرذل من عاش بهذه البلاد منذ ثلاث مائة ألف سنة و سنة...فأحسنهم أخْيَفٌ وعُتُلٌّ زَنِيمٌ وجِوَاظٌ حقيرٌ ونذل دنيء...ومن لم يعرف هذا فهو لا يعرف البلاد والعباد...فالحذر الحذر من "الضّباع" ولا حقّ للضّباع منذ اليوم في حكم هذه البلاد
التّأخير في المحاسبة والمساءلة في الإدارة والقضاء والأمن والأعمال أضعف الحكومة و أدخل من في الحكم في أروقة متفرّعة المسالك كلّ منها يؤدّي إلى متاهات متفرّعة يصعب فيها حتّى الرّجوع إلى مكان الإنطلاق. وزاد هذا في إعطاء الثّقة لأناس كانوا مختبئين من الخشية على أنفسهم، مطأطئي الرّؤوس، فأصبحوا مولغين في السّبّ والشّتم و حتّى التّبجّح بالمشاركة الفعّالة في الثّورة
التّقصير في التّواصل أو الإتّصال مع أفراد الشّعب وإعلامه بلغته الشّعبيّة الدّارجة وتفسير مجريات الأمور في الإبّان، أضعف ثقة الشّعب في من اختارهم و أعطى المجال واسعا للخاسرين من المعارضة وحتّى أزلام النّظام السّابق لإفشاء الأكاذيب والتّحريض على الشّغب والإعتصامات والإضرابات بعنوان الوطنيّة والإستحقاقات الثّوريّة وأنّ من اختارهم الشّعب للحكم ليسوا أهلا لذلك وقد فشلوا فشلا ذريعا
عدم تطبيق الصّرامة والحزم على كلّ من اخترق القانون، من طالبي شغل عشوائي بتعلّة الإنتماء إلى عائلات شهداء أو جرحى الثّورة، من قاطعي طريق في مناطق اندلاع الثّورةبعنوان الأولويّة في التّنمية، من مغلقي منشآات إقتصاديّة عظيمة بحجّة النّضال النّقابي ومن مهرّبي مواد حيويّة بهمجيّة مفرطة بحجّة التّجارة والتّعويل على الذّات ومن راقصين في شطحات سلفيّة بحجّة تطبيق الشّريعة، كلّ هذا وغيره من نقص الحزم أدّى إلى التّطاول جهرا على من يجب له الإحترام
التعويل على نفس المنوال الإقتصادي القديم وبالأخصّ التّعويل في تطبيقه على نفس الرّموز الإداريّة القديمة وبنفس الطّريقة ونفس الآليّات أدّى إلى تواصل الفساد والرّشوة والمحسوبيّة
الإنصياع بسهولة إلى مطالب النّقابة "المشطّة" في الزّيادات في الأجور: أطبّاء، أمنيّون، أعوان ديوانة، أعوان حماية مدنيّة، أساتذة جامعيّون...الخ، كان من شأنه أن أحنى ظهر الحكومة وأثقل كاهلها أو ربّما قصمه، علاوة على الإستنقاص من هيبتها
صرف مجهودات كبيرة وشاقّة في مسائل تافهة وغير مجدية كقضيّة "سامي الفهري" أو قضيّة بثّ حلقة "سليم شيبوب" عوض الإلتفات إلى ما هو أهمّ وأجدى، ألبس قضيّة المحاسبة بدلة السّخافة
حسن النّيّة والثّقة بالبشر والسّماحة لا تُطَبَق إلّا على القليل من العباد، وحتّى وإن كانت فمع المراقبة واليقظة، وإلّا أصبحت دروشة "أشعريّة" تقود إلى الهزيمة...فلا مجال ل"دروشة" في حكم
وكختم للكلام أقول: كما أنّ للبيت ربّ يحميه...فلدين الإسلام حافظ يحفظه
هذا بعض ممّا أراه، ولي المزيد في هذا الشّان، والله الموفّق في كلّ واردة