Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
13 août 2013 2 13 /08 /août /2013 02:36

ينعقون و يصيحون و يولولون متشبّثين بتلابيب بورقيبة -إن بقيت- علّهم يتوصّلون إلى خداع من يظنّ أنّ بورقيبة -رحمه الله وغفر له ما أخطأ و ما أساء وزاد في حسناته ما أحسن و أصاب- هو وليّ نعمة كلّ التّونسيّين وباني نهضتهم و محرّر نساءهم و صانع ثقافتهم و باني دولتهم الحديثة، وإنّه إن كان ديكتاتورا فديكتاتورا مستنيرا حاذقا أبويّا. ألا يسأل هؤلاء أنفسهم : من علّم و ثقّف شعوب السّينيغال والكونغو والكامرون والمغرب والجزائر ومصر و ماليزيا و كوريا وليبيريا ونيجيريا...و...؟ فإن قالوا كالعادة "نحن خير منهم"، أقول لهم "فيق على وضعك وارخيك بلا تعكعيك". فهل في هذه البلدان توائم لبورقيبة أم أناس آخرون؟ سيقولون هو من حرّر المرأة...أقول لهم : ما فعله لا يعدو أن يكون تطبيقا لمن سبقه من المصلحين كقاسم أمين و الطّاهر الحدّاد لأنّ السّلطة آلت إليه بعكسهم هم، و بارك الله فيه على تطبيقه لهذا الأمر، ولكن لا تعطوا الشّخص أكثر ممّا يستحقّ. هو ساعد على التّعليم حقّا، ولكنّه أنتج متعلّمين مثٌقّفين من فصيلة الإمّعة الذين لا ينبتون أمامه ببنت شفة طائعون صاغرون مطأطئو الرّؤوس. زيادة على هذا، تأكّدوا أنّ مشروع التّعليم هو منظومة عالميّة أقرّها الحلف بعد الحرب العالميّة الثّانية، ليستبدل استعماره من استعمار عسكريّ باحتلال الأرض إلى استعمار ثقافيّ تجاري، لا يستطيع تفعيله مع أمّيّين-بيع التّقتيّات والأسلحة...الخ..- فارجعوا إلى تواريخ استقلال كلّ بلداننا فستجدونها جاءت في نفس الفترة بين الخمسينات وأوائل السّتّينات. ولا أطيل عليكم ّ أقول: أنّهم لإنجاح مشروعهم الإستعماري الجديد، اختاروا مَن ينوبهم في كلّ بلد ليحفظ مصالحهم، وحتّى الذين استعصوا عليهم أنهكوهم وفي الختام أذعنوهم ولا يزالون. صحيح أنّ بورقيبة فصيح و مثقّف و صاحب رأي راجح خصوصا في السّياسة الخارجيّة ولا نجحد عليه ذلك، ولكنّه خبيث متسلّط ذو نزعة ديكتاتوريّة تمحق الأخضر واليابس وكلّ ما حوله. أمّا اقتصاديّا فقد أدخل البلاد في أزمات عدّة أفلست البلاد عدّة مرّات، ولا يستنكف من ذلك، ويمسحها في أحد أعضاده: أذكروا بن صالح ثمّ الباهي الأدغم ثمّ الهادي نويرة ثمّ مزالي ثم البشير صفر ، وكان يعدّ نفس الشّيء مع بن علي إلّا أنّه سبقه وانقلب عليه....فمصائبنا يا من تربّيتم على أخلاق العبيد و لعق أحذية الأسياد، سببها سيّدكم الذي تريدون إعادة تاريخه الأظلم -رحمه الله

Partager cet article
Repost0

commentaires