أينَ مِنْ عَينيَّ هاتيكَ المَجاليِ يا عَروسَ البحرِ , يا حُلْمَ الخيالِ
أينَ عُشــاقُك سُمَّـــارُ اللَّيَالي أينَ مِن واديكِ يا مهْـــدَ الجمـــالِ
موكبُ الغِيدِ وعيـدُ الكَرْنفال وَسَرَى الجُنْدُولِ في عَرْض القنــالِ
بين كأسٍ يتشهّى الكرمُ خمرَهْ
وحبيبٍ يتمنَّى الكأسُ ثَغْـــرَهْ
التَقَتْ عيني بـه أوَّل مــــــرَّهْ
فعرفتُ الحبَّ من أوَّلِّ نظــرَهْ
ذَهَبِيُّ الشَّعْرِ , شرقيُّ السِّماتِ مَرِحُ الأعْطاف , حُلْوُ اللَّفَتَات
كُلَّما قُلْت له : خذ . قال : هات ياحبيب الرُّوح يا أُنْسَ الحياة
أنا من ضيَّعَ في الأَوْهام عُمْرَه
نَسِي التاَّريخَ أو أُنْسِي ذكره
غيْرَ يومٍ لمْ يَعُد يذْكُرُه غيرَه
يومَ أَنْ قابَلْتُه أوَّلَ مرَّة
أين من عيني هاتيك المجالي ياعروس البحر , ياحلم الخيال
قلت والنَّشْوَةُ تَسْري في لِسَاني هَاجَت الذِّكْرى ، فأين الهَرَمان؟
أين وادي السِّحْر صَدَّاح المغاني؟ أين ماء النّيل ؟ أين الضّفّتان؟
آهِ لَوْ كُنْتَ مَعي نَخْتال عَبْرَه
بِشِراع تَسْبَح الأَنْجُم إثْرَه
حَيْثُ يَرْوِي المَوْجُ في أرْخَم نَبْرَه
حلمَ ليل من ليالي كليوباترا
أين من عيني هاتيك المجالي ياعروس البحر , ياحلم الخيال