Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
1 août 2013 4 01 /08 /août /2013 04:08

الظّاهر والواضح أنّكم لم تفهموا موقفنا من الزّعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله. ما يُحسَب لبورقيبة : ثقافته و أسلوبه الخطابيّ البارع و تفكيره النّيّر وتطبيقه لأفكار الحدّاد وقاسم أمين في ما يخصّ المرأة وإيلاؤه التّعليم و الصّحّة الإهتمام الأقصى. ولكنّه في ما عدا ذلك أظهر ضعفا في إدارته شؤون البلاد من البداية خصوصا من النّاحية الإقتصاديّة. فما قولكم في "رجل دولة" يتبنّى منظومة اقتصاديّة اشتراكيّة ويبالغ في تلميعها لدى المواطنين ويعدّد محاسنها في خطبه وتدخّلاته و كأنّها من بنات أفكاره، وعندما فشلت التّجربة تملّص من المسؤوليّة وردّ الخيبة على وجه عضده الذي كان يمدحه، وألقى به في السّجن،"رجل دولة". ثمّ اختار له عضدا آخر سرعان ما تعسّف عليه و أقاله ووصفه ب"البهيم الأدغم"، "رجل دولة". ثمّ وبكامل الإبداع يلقّن للقذّافي درسا في الحكمة والتّبصّر في ما يخصّ الوحدة، وفي ضرف سنة ونصف، يفاجؤنا "رجل الدّولة" بالإمضاء على وثيقة "الجمهوريّة الإسلاميّة" والوحدة بين تونس وليبيا. ثمّ يتراجع "رجل الدّولة" في ذلك ليمضي إلى إعداد خطّة "الرّئيس مدى الحياة"، مع العلم أنّه في هذه الحقبة كان الإقتصاد يمرّ من أزمة إلى أزمة ومن تجربة إلى أخرى. "ماكينة" بورقيبة رحمه الله سحقت الكثير مثل أحمد بن صالح و الباهي الأدغم و الهادي نويرة و مزالي. كان الأمر سهلا بالنّسبة إليه : يوافق على مشروع ويتبنّاه، فإذا فشل هذا المشروع ألصق الفشل على أحد أعضاده و رمى به إلى الهاوية موغلا في ذمّه واحتقاره وتراجع عن المشروع، وخساس القوم يهلّلون ويصفّقون. وتصل الأمور في الثّمانينات إلى أشدّها وينهار الإقتصاد، وهذا لا ينكره إلّا كاذب حقير، فتؤول الأمور إلى ما آلت إليه من اعتلاء بن علي كرسيّ الحكم. فإذا بهؤلاء الذين يمدحون بورقيبة الآن، يهلّلون لبن علي منقذ تونس من الهوّة السّحيقة التي كانت تهدّدها ومن الدّكتاتوريّة المقيتة التي كانت تعيشها ويباركون التّغيير، و يغيّرون قمصانهم وسرابيلهم ويسيرون مع سيّدهم الثّاني، ناسين بورقيبة ومزاياه ومناقبه، مطبّلين لصانع التّغيير منقذ تونس من آفات بورقيبة. إلى أن فرّ سيّدهم المنقذ.......ولا أطيل عليكم، ولكنّي أقول، هاهم اليوم قد رجعوا إلى من أنكروه ولم ينصروه، يريدون إعادة حقبة تاريخيّة مجّتها البلاد، وما ذلك حبّا في بورقيبة رحمه الله، ولكن لفساد و مرض في أنفسهم، وخسّة و دناءة فيهم. قلنا لهم تعالوا ندرس تاريخ الحركة الوطنيّة "علميّا" لنعطي لقيصر ما لقيصر، فإذا بهم يأتوننا ب"مرجعيّات" مضحكة، تمعّشت في زمن ما قبل الثّورة، واختبأت في الأشهر الأولى للثّورة، وهاهي الآن تطلّ علينا ببراعتها التّزويقيّة التي ورثتها عن معبودها الذي لم تنجب تونس سواه -حسب قولهم-، لتصحّح التّاريخ، بإعادة ما سمعناه في محاضرات بورقيبة رحمه الله، في كلّيّة الصّحافة وعلوم الأخبار في أوّل السّبعينات. كأنّ ما نحتاج إليه لقراءة التّاريخ هو رجا فرحات و ابن خلدون القرن الواحد والعشرين "التّميمي" الذي اعتمد على أرهاط مثل الصّيّاح وبلخوجة في "تمبمبّته". والمضحك أنّهم انتشوا بالإهتمام الفرنسيّ لبورقيبة، التي من الواضح الجليّ، تعرض عليهم صكّا على بياض إذا ما أعادوا تونس إلى زمن ما قبل 1987، وكأنّما قامت الثّورة لإعادة عهد بورقيبة. فإمّا أن يكونوا واعون بما يفعلون فهم إذا خونة، وإمّا أن يكونوا فعلا يهيمون في حبّ بورقيبة فهم إذا دراويش، مثلهم مثل من يريد تعدّد الزّوجات و ختان البنات و تطبيق الحدود.رحم الله بورقيبة لنباهته و ثقافته وحداثته و فكره الثّاقب في سياسته الخارجيّة -و خصوصا القضيّة الفلسطينيّة-، وغفر له استبداده بالرّأي وجبروته ونرجسيّته وقهره لشعبه الذي غرس فيه الذّلّ والعبوديّة ولعق الأيدي رغم تعلّمه.

Partager cet article
Repost0
12 juillet 2013 5 12 /07 /juillet /2013 19:11

Caractéristiques physiques des planètes

Corps Diamètre (km) Diamètre (/Terre) Densité Masse (/Terre) Rotation sidérale
Mercure 4878 0,382 5,44 0,055 58,65 j
Vénus 12 102 0,949 5,26 0,815 243,02 j
Terre 12 756 1 5,52 1 23 h 56 mn
Mars 6794 0,532 3,93 0,107 24 h 37 mn
Jupiter 142 796 11,19 1,31 317,9 9 h 55 mn
Saturne 120 660 9,46 0,69 95,2 10 h 39 mn
Uranus 51 200 4,01 1,21 14,5 17 h 14 mn
Neptune 50 000 3,92 1,5 17.1 16 h 6 mn
Pluton 2300 0,2 2 0,002 6,39 j
Eris 2400 0,2 ? ? ?

 

Caractéristiques physiques des satellites

Corps Diamètre (km) Diamètre (/Terre) Densité Masse (/Terre) Rotation sidérale
Lune 3476 0.272 3,34 0.012 27,32 j
Io 3640 0.285 3,53 0.015 1,77 j
Europe 3130 0.245 3,01 0.0080 3,55 j
Ganymède 5276 0.413 1,94 0.025 7,15 j
Callisto 4840 0.379 1,83 0.018 16,69 j
Mimas 390 0.031 1,16 0.000006 0.94 j
Encelade 510 0.040 1,83 0.000021 1,37 j
Thétys 1060 0.083 0,99 0.00010 1,89 j
Dioné 1120 0.088 1,49 0.00018 2,73 j
Rhéa 1530 0.120 1,23 0.00039 4,52 j
Titan 5150 0.404 1,88 0.0225 15,95 j
Japet 1460 0.114 1,11 0.00033 79,32 j
Miranda 480 0.037 1,20 0.000011 1,41 j
Ariel 1160 0.091 1,67 0.00023 2,52 j
Umbriel 1190 0.093 1,40 0.00020 4,14 j
Titania 1580 0.124 1,72 0.00059 8,71 j
Obéron 1526 0.120 1,63 0.00050 13,46 j
Triton 2720 0.213 2,06 0.0036 5,88 j
Charon 1200 0.094 1,85 0.00032 6,39 j

 

Paramètres orbitaux des planètes

Corps Période de révolution sidérale Demi-grand axe (10^6 km) Demi-grand axe (UA) Excentricité Inclinaison (degrés)
Mercure 87,97 j 57,91 0,387 0,206 7,00
Vénus 224,7 j 108,2 0,723 0,0068 3,40
Terre 365,26 j 149,6 1 0,0167 0
Mars 1 an 322 j 227,9 1,524 0,093 1,851
Jupiter 11 ans 315 j 778,3 5,203 0,048 1,305
Saturne 29 ans 167 j 1429 9,555 0,056 2,484
Uranus 84 ans 27 j 2875 19,22 0,046 0,770
Neptune 164 ans 280 j 4504 30,11 0,0086 1,77
Pluton 247 ans 250 j 5900 39,44 0,246 17,1
Eris 557 ans 10 130 67,7 0,440 44,2

 

Paramètres orbitaux des satellites

Corps Période de révolution sidérale (j) Demi-grand axe (km) Excentricité Inclinaison (degrés)
Lune 27,32 384 400 0.0554 5,16
Io 1,769 421 800 0,0041 0,036
Europe 3,551 671 100 0,0094 0,469
Ganymède 7,155 1 070 400 0,0011 0,170
Callisto 16,69 1 882 700 0,0074 0,187
Mimas 0,942 185 600 0,0206 1,566
Encelade 1,370 238 100 0,0001 0,010
Thétys 1,888 294 700 0,0001 0,168
Dioné 2,737 377 400 0,0002 0,002
Rhéa 4,518 527 100 0,0009 0,327
Titan 15,95 1 221 900 0,0288 1,634
Japet 79,33 3 560 800 0,0284 7,570
Miranda 1,413 129 900 0,0013 4,338
Ariel 2,520 190 900 0,0012 0,041
Umbriel 4,144 266 000 0,0039 0,128
Titania 8,706 436 300 0,0011 0.079
Obéron 13,46 583 500 0,0014 0.068
Triton 5,877 354 800 0,0000 156,83
Charon 6,387 19 599 0,0022 96,15
Partager cet article
Repost0
12 juillet 2013 5 12 /07 /juillet /2013 18:56

خَسِــــيسٌ يُنـــــــادي : هَلُــمّــــوا هلُــــمُّــــــوا

وَ يَــدْعـُــو الـــــــجُــــمُــوعَ  لـِـمَــجْــــــدِ  الــزَّ مــــن

حَقــيـــرٌ  يُــــبـَــاهـِــي  بـِـــحــُــبِّ  الــبـــِـــلا دِ

وَ يـَــهْــــــدِي الـــحُـــشُـــودَ لِـــعِشـــقِ الـــــــوَطـَــــن

و هَــــذا الــــدَّ نــِــيءُ يُـــــناجـــي الشَّــهِـــيــدَ

و يــــرْوِي  الجِــــهـــادَ  و  يَـــــوْمَ   الـــــمِـــــحـــَـــن

وَ هَـــــذا  الجـِــواظُ  الــعُــتـُــلُّ الـــزَّنـِـــيـــــــمُ

يــــَـــصِــــيـــــحُ بــــِــــنـــــا  كـُــلّــُــنــــا  لِــلــْـوطَــــن

وَ ذَاك الـــسّــَــفِــــيـــهُ المـُـــرَائــي الــلّــئـِـيـــمُ

يـــَـقــُـولُ  تـــَــعـَــالَــــوْا  لِــــنُـــــحْـــيِي الــسّــُـنـــَـــن

وَ هَـــــذا الـــغــَــبِــيُّ  يَــــصــِـيــحُ اتْــبَــعُونـي

أنـــَــا  مِـــــنْ  عَــــلِـــــيٍّ وَ جَــــدِّي  الــــحَـــــســـــَــن

وَ جــــَــاءَ  فُـــــرَيْــــــخٌ يَــــلُـــوكُ  كَـــلاَ مـــًــا

رَكــِــــــيــــكـــــًا  بـــَـلـــــــِيـــــدًا  يَــــــصُــــــــمُّ الأُ ذُن

حَــــسـِـيـــسٌ  حَــــقِــــيـــرٌ دَنــِــيـــئٌ لَـــئِــيــمٌ

فُــــــرَيْـــــــخٌ غَـــــــبِـــيٌّ جِــــــواظٌ  نَــــــــــتِـــــــــــن

تَـــــــعُـــــجُّ الــــبِـــــلادُ بِـــتِــــلــك  الرُّهــُــوطِ

و تـــــــَــــغــْـــزُو الـــــــكِــــلا بُ جَـــمِـــيعَ  الـــــمُــدن

وَ تُـونـــــسُ تـــــَــبْـــكــي بِـــدَمْــعٍ سَــخِــيــن

تَـــــــقُــولُ عَـــــلَـــــيْــــكـــم بــِكـــَفِّ الـــفِــــــــتَــــــن

Partager cet article
Repost0
27 mai 2013 1 27 /05 /mai /2013 09:44

دَوَّتْ فـي الأَرْجـاءِ صَــرْخَـــتُــهُ        مُــنْـذ  عَــامَـيْنِ وَ حَوْلٍ في المصَحَّــة


هَـلَّـلَ الأَهْــلُ لِسَـعــدِ مَـقْــدَمِـــهِ        وَ انْتَـشَـتْ أَنْـفُـسُـنا مِنْ فَــرطِ فَـرْحَــة


هَـتَـفَ الـكُـلُّ بِــشَــدْوٍ و غِــنَـاءٍ        وَ أَ تَوْهَـا  رَقْــصَــةً مِنْ بَـعْـدِ شَـطْحَـة


ثَـلِـثَـتْ بِالـعِــزِّ أَعْـوَامُ الـعَـزِيـزِ        وَ الحَــمِــيــزُ يَــمْـلَأُ الأجْــوَاءَ مَــرْحَـة


صَائِـدٌ لِـلْأُسْـدِ مَـنْ إِسْـمُـكَ مِنْهُ        قَـادَ فِـي الـغَــزْوِ أَبَـا بَــكْــرٍ وَ طَــلْـحَـة


حَـامِـزٌ فِي الأَمْـرِ كُـنْ كالحَـدِيـدِ        وَ حَـمِـيـزُ الـذِّهْـنِ فِي الإِشْـكَالِ لَـمْـحَـة


حَــمْـزَةٌ أَنْـتَ فـي هَــزْم الـبَـلايَا       وَ حَـمُـوزُ الصَّـعْـبِ لَا يَـعْـدُوك شَـرْحَـه


وَهَــبَ الله إِلَـيْـك طُـولَ عُــمْــرٍ        وَ وَقَـاك مِـنْ شُـرُورِ الـعَــيْـشِ قُــبْـحَـه


وَ هَـدَاكَ فِـي الـمَـسِيرِ كُلَّ خَيْـرٍ        وَ حَـبَـاكَ أَحْــسَـنَ الـخُـلْـقِ وَ سَـمْـحَـه

Partager cet article
Repost0
6 mai 2013 1 06 /05 /mai /2013 11:03

من نزّه نفسه بين عموم النّاس في مطلق الأشياء، أو نادى بتنزيهها بينهم أو هو سكت وقبل تنزيه غيره له واعتمد على الإطراء والمديح في إدارته وتسييره للأمور، فقد سار على نهج المتسلّطين من الحكّام. فما الفرق بين من دعا أو دُعِيَ له بين النّاس بالزّعامة، و أشهر أو أُشْهِر لسداد رأيه وحكمته وعلوّ كعبه، معتمدا في ذلك على نضاله ومقاومته و جهاده، مستأثرا بالسّلطة ومستبدّا في الحكم، وبين من نُزِّهَ أو نزّه نفسه من العيوب، وطلب أو قَبِلَ بإيلائه رِفْعَة المقام الحائل دون النّقد والمساءلة معتمدا في ذلك على نضاله وجهاده و..... تقواه؟؟؟ ليس هناك أيّ فرق، والعملة نفس العملة ولكن بوجهين فيهما تشابه كثير وبعض الإختلاف، الوجه الأوّل يصوّر لنا نضالا وجهادا و حكمة و خبرة و وطنيّة و استنارة وحداثة و نظافة يد، والوجه الثّاني يرسم لنا نضالا وجهادا و تضحية و وطنيّة و عقلا مستنيرا ووسطيّة وصلاحا و تقوى تعفينا من التّفكير في نظافة اليد لأنّها أمر مضمون ومحسوم -بالتّقوى-. والويل والثّبور لمن تجرّأ على فتح باب التّساؤل عن فرضيّة الخطأ أو إمكانيّة الزّلل لهؤلاء المُنَزَّهين وكأنّهم معصومون، فأنصار أولئك وأتباع هؤلاء يجيبونكم بنفس الأسلوب "الأعمى": كيف لكم أن تشكّكوا في أقوال أو أعمال أخيارنا؟؟؟ ألا تعرفون نضالاتهم وتضحياتهم؟؟؟ ألا تتّقون الله فيهم؟؟؟

من قال أنّنا لا نتّقي الله فيهم؟ ومن قال أنّنا ندينهم أو نسيء الظّنّ بهم؟ ومن قال أنّنا لا نعرفهم حتّى نسأل من يعرفهم ليعطونا فيهم شهادة تنزيه تلجم أفواهنا وتغمض أعيننا و تدفن عقولنا؟ فقط نحن نقول أنّنا لا نؤمن بعصمة أيّ كان ما عدا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، أم أنّ لهؤلاء رأي في عصمتهم؟ فالوقائع التّاريخيّة المتّفق عليها تنبئنا بأنّ من نكبات المسلمين ومن أسباب انحطاطهم تنزيههم لأولي أمرهم وتقديسهم لشيوخهم وترك حبالهم على الغارب "عاقدين فيهم النّيّة" كما أصبحنا نقول، حتّى امتلأت قرانا و أريافنا ومدننا وبلداننا بأضرحة "أولياء الله الصّالحين" التي تمثّل أعلى نسبة على الإطلاق في تراثنا المعماريّ. وما كان ذلك قي العهد الإسلاميّ الأوّل، بل بدأ ينتشر في أوائل عهود الإنحطاط. و ليس من واجب المسلم أن يغمض عينيه في اتّباع من أولاهم أمره، فالعاقل الكيّس ليس إمّعة ينقاد من أذنيه ويوافق على الأبيض والأسود، ممّن "يَنْزِل به الأمر فلا يعرفُه فيأتي ذَوِي الرَّأي فينْزِل عند رأيهم(الفاروق)"، وحجّته في ذلك نقاوة و طهارة ونضال من هم في الحكم. فأسياد هؤلاء -وأسياد أسيادهم- صرّحوا بواضح القول بنصح الحاكم وتقويمه وردعه :"وُلِّيتُ أَمَرَكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ ، فَإِنْ أَنَا أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وَإِنْ أَنَا أَسَأْتُ فَسَدِّدُونِي(الصّدّيق)"، و"لا خير في قوم ليسوا بناصحين(الفاروق) ". وفوق هذا و ذاك، فإنّ زمن التّعويل على الحظّ في انتظار الحاكم العادل قد ولّى وانتهى، وهذا زمن التّأسيس للقانون العادل والمؤسّسات القويّة مع منظومات مراقبة مستقلّة، وما الحاكم إلّا مواطن ذو مستوى معرفيّ و ذهنيّ يؤهّله لتنفيذ اختيارات المجموعة الوطنيّة تحت الرّقابة، فإن انعدمت الرّقابة بدأ التّدهور. فافهموا هذا إن كنتم من الفاهمين ذوي الرّأي والمشورة، وإلّا فأنتم سائرون مع من سار في القطيع، تاركين أموركم ومصيركم ومستقبل أوطانكم لضربات الحظّ.

Partager cet article
Repost0
25 avril 2013 4 25 /04 /avril /2013 13:28

عندما تُشَنُّ الحرب بين دولتين، يعْمَدُ كلّ جيش إلى تقويض المنشآات الحيويّة للطّرف المقابل، بِدَكّ بنيته التّحتيّة من طرقات وجسور ومسالك توزيع ومنظومات اتّصال بأنواعها، و تهديمِ أو تعطيلِ المُؤسّسات الإقتصاديّة من مصانع كبرى وآليّات انتاج، بغاية إضعاف البلاد وشلّها ثمّ انهيارها وتركيعها. ففنّ الحرب لا يقتصر على مقابلةٍ بين جيشين تنتهي بحساب الخسائر البشريّة من هذا الطّرف أو ذاك، فهذه تُعَدُّ مرحلة بسيطة بالمقارنة مع غيرها  من مراحل الحرب

 

وبالمُوَازاة مع ما ذُكِرَ آنفًا، فإنّ من قطع طريقا أو مسلكا حيويّا، ومن شلّ حركةً انتاجيّة لمنشأة إقتصاديّة بتعطيلها أو تخريبها أو حرق معدّاتها أو التّأثير السّلبيّ في إنتاجها، يُعَدُّ عدوّا محاربا يتصرّف بنيّة التّخريب والهدم، ويجب التّعامل معه بمثل هذه الصّفات، وليس في هذا الكلام مبالغة أو شططا أو تعسّفا، لأنّ نتيجة فعله هي نفس نتيجة الحرب المدمّرة ضدّ دولة غازية. فما الفرق بين أخٍ وضع الحبل حول رقبة أخيه، وبين غريب وضع نفس الحبل على نفس الرّقبة؟.. النّتيجة واحدة، والفعل نفس الفعل، والتّعامل مع هذا أو ذاك يجب أن يكون نفس التّعامل، دون تردّد أو تلكّئ أو ارتعاش

 

ولا شكّ أنّ العمل النّقابيّ والتّظاهر والمطالبة بالحقوق والنّقد اللّاذع لمن بيده السّلطة ومعارضته ومحاولة إرباكه، كلّها حقوق مشروعة ومضمونة، ما لم تَرْتقِ إلى درجة الإفساد والتّخريب والهدم، لأنّها بذلك تصبح حربا، والتّعامل في الحرب عند أولي العزم من الحكّام ...تَشْخَصُ فيه الأبصار. أمّا من يخلط من الحكّام بين الحزم والرّفق، والعزم و الظّلم، والعدل والمحاذاة، ويتصرّف بارتعاش في كلّ نائبة، ويتردّد في أخذ القرار، ويحتمي بظلمة اللّيل في إصدار أوامره، ويلجؤ لأولي الخبرة من الفاسدين لقلّة خبرته، ويتلكّؤ في محاسبة الظّالمين لخوفه من بأسهم، ويتراجع في القرار على إثر صَيْحَة سمعها من هنا أو هناك، ويُرَكِّز على نضاله و وَرَعِه وتقواه في جلب عطف شعبه، ويرفع راية حماية الدّين من الكفر، كأنّ الرّبّ حافظ هذا الدّين يحتاجه لحمايته، فهو كغيره من الحكّام المرتعشين ممّن ذُكِر في تاريخ حضارتنا، ومآله نفس المآل

 

فإلى من بيده مقاليدُ الأمور من أُولي أمرِنا، يا من بَوَّأَكم ربّكم مكانةً ما كنتم بمنتظريها، يا من آتاكم مالِكُ المُلكِ مُلْكًا كنتم منه يائسين، يا من نقلكم مُدَبِّر شؤون هذا الكون من لاجئين مُسْتَضعفين إلى أعزّاء حاكمين، مالكم كيف تحكمون؟ بأيّ منطق في الأحداث تحلّلون؟ لأيّ حاجة في أنفسكم ترغبون؟ ممّا تخافون؟ لماذا تتردّدون؟ فإن قلتم "تلك أمور خافية عنكم" فأنتم مُخطئون، و إن قلتم "هي السّياسة والتّكتيك" فأنتم خبط عشواء تخبطون، وإن قلتم "هو الرّفق والعطف" نقول هي الدّروشة والخوف. أراكم كقومٍ أنزل الله عليهم مائدة من السّماء، ما طلبوها وما سَعَوْا لنَيْلِها، يوشكون أن يتركوها للضّباع لتنهش منها ومنهم، فيعودوا كما كانوا عليه 

 


Partager cet article
Repost0
8 avril 2013 1 08 /04 /avril /2013 13:55

الظّاهر أنّنا بدأنا نعدّ لفترة "تفشليم" جديدة...

فعن أيّ صنع واختراع وإبداع تتحدّثون ؟؟؟ نيّة الخروج من التّخلّف ليست خروجا منه، و نيّة الإبداع والإختراع ليست إبداعا و اختراعا، بل النّيّة يجب أن يصدّقَها العمل، وعملُنا إلى حدّ الآن ليس إلّا استعمالا لمنظومات صنعها الغرب وبسّطها لنا لنشتريها منه ونستعملها لتزداد أرباحه، وهو يستطيع أن يحجبها عنّا متى أراد -بحسب مصالحه-. وكلامكم عاطفيّ ليس إلّا، وكأنّكم تريدون إرجاعنا إلى زمن التّهييج العاطفيّ الذي يتلخّص في أنّنا أبطال و لا يُشقُّ لنا غبار (تذكّروا القادة العرب ما بين الخمسينات والسّبعينات). فشبكات الإعلاميّة والأنترنات و"الفايس بوك" و مولّدات الطّاقة التي تعمل بها والمواصلات والٌأقمار الصّناعيّة والأسلحة والتّكنولوجيا بصفة عامّة، لا أظنّ أنّنا من صانعيها أو شاركنا في صنعها، وحتّى إن تمكّنّا منها، فتمكّننا لا يزيد عن معرفة الإستعمال. وإن قلتم أنّ لنا علماء ومختصّون، فهم نتاج للغرب ويعملون لديه، والإنسان مهما كان جنسه و لونه مؤهّل لكي يرتفع إلى أعلى المستويات بشرط أن يعي بوضعه الحقيقيّ وأن يعمل على تحسينه. ليس من تحدّث بعقلانيّة وتبصّر من فئة الإنهزاميّين، وليس من تكلّم بعاطفة جيّاشة وهيّج الأحاسيس هو بطل مغوار، فما أظنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان انهزاميّا حين وقّع صلح الحديبية رغم معارضة جهابذة الصّحابة، ولكنّه كان واعيا بوضع المسلمين وقوّة العدوّ.

المسلم الحقّ، إذا كان قويّا، يستعمل قوّته في صمت بدون شوشرة وبدون إفسادِِ في الأرض (تذكّروا الفتوحات ووصايا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم)، والمسلم الضّعيف يعمل على اكتساب القوّة في صمت وبدون شطحات دروشيّة (وأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ *الآية*... استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان *الحديث*). فلا تُضحكوا علينا أناسا بأيديهم مفاتيح الإعلاميّة والأنترنات. وبواقعيّة ودون مركّب نقص، ما نحن إلّا من مستعملي منظومات وضعها هؤلاء، من حواسيب و برامج تشغيل و برمجيّات اتّصال، ثمّ بسّطوها باستهجانها لتسهيل نشرها في الأسواق وتقريبها إلينا، حتّى أصبح الأبكم المأفون منّا يُنزل "ويندوز" أو"لينيكس" في لمح البصر ويُبحر على "الأنترنات" دون كنهٍ أو علمٍ بالمراكب والشّراعات، كالرّاعي البدويّ وجد نفسه فجأة في شوارع "نيو يورك"، وحتّى باحثونا و مقدّمو أطروحات الدّكتوراه من أبنائنا، يقتصرعملهم، بالنّسبة للأغلبيّة السّاحقة منهم، على البحث في ما بحث فيه أبناء الغرب في مخابرهم، ثمّ تنزيله وتزويقه وتقديمه بأسمائهم، وجامعات الغرب واعية تمام الوعي بهذا و قابلة به، ولتنتفخ أوداج الأغبياء، فالغرب يشجّع على الإنتفاخ "الهوائيّ"، وبذلك تنمو أرباحهم و يتعمّق استعبادهم لنا. وليس هذا الكلام من قبيل هبط العزائم وقتل الهمم، بل إشارة إلى تغيير مناهجنا وكيفيّة أخذنا بأسباب العلوم والمعارف.

وفي هذا المجال، يُطلّ علينا بعض المأفونين وهم يتشدّقون بمشاريع صنع الطّائرات والحواسيب و السّيّارات وغيرها من الآليّات والتّكنولوجيّات، سواءا منها المدنيّة أو العسكريّة، وهم غير واعين بأنّ أبسط آلة من هذه التّكنولوجيّات تتفرّع إلى عشرات الإختصاصات وربّما المئات، وحتّى آلات صنعها تتفرّع إلى آلات وآليّات أخرى تتطلّب اختصاصات متعدّدة. والأخطر من هذا، هو أنّ الغرب ربّما يوافق على ترك المجال لبلدٍ ما، في اكتساب كلّ هذه الخبرات والعمل بها، ولكن ..في حدود مُعيَّنة..هو يعرفها ويعرف كيف يسيطر عليها في الإبّان. ولا لوم على المواطن الغير المختصّ أو الجاهل بخبايا التّكنولوجيا، بل اللّوم على أهل الذّكر من مختصّين وباحثين ودكاترة، الذين يضعون أنفسهم في موضع الحمار يحمل أسفارا. 

 

فلنعمل أوّلا على تخطّي الهوّة السّحيقة التي بيننا و بينهم، وبعدها ...لكلّ حدث حديث، ولكن بكامل التّواضع من فضلكم، حتّى وإن وصلنا إلى التّحكّم في هذا الكون بأكمله.


Partager cet article
Repost0
21 mars 2013 4 21 /03 /mars /2013 09:48

مختصّون نحن في خلط الحابل بالنّابل، وفي تقزيم من نشاء وتقديس من نريد. نحن نتباهى بأنّنا واعون ومثٌقفون و عارفون بأسرار الحكمة والتّبصّر والرّأي السّديد. ولسداد رأينا وحكمتنا فإنّنا نكيل التّهم لكلّ من عارضنا الرّأي و خالفنا الأفكار ورأى حقائق لم نرها. نحن نعتمد في آرائنا على معطيات نرى أنّها صحيحة تاريخيّا، والحال أنّها مُسقطة في أذهاننا اسقاطا أحاديّ الجانب انفراديّ المنبع، لا حوار فيه ولا منازع. و منّا من وعى هذا الشّيء فينا، ولغاية في نفس يعقوب، كرّسه و أمعن في إيغاله في أعماقنا مستعملا كلمات الحقّ التي يراد بها باطل، من وطنيّة و حداثة و تاريخ و نضال و سؤدد و بطولات وجهاد و أنفة وعزّة وكرامة. والويل والثّبور لكلّ من تحدّثه نفسه بإسداء رأي مخالف، فهو ظلاميّ متخلّف رجعيّ حقود جاهل، ولا يريد خيرا لهذه البلاد ولا "يفقه" معنى الوطن والمواطنة والوطنيّة. هم يقدّمون لنا نمطا رأوا فيه المثاليّة و زعموا أنّه الوحيد والأوحد الذي يجب اعتماده، والذّلّ والعار لمن لم يتبنّاه. هم لا يريدون حتّى التّدقيق العلميّ والتّمحيص التّاريخيّ في ما هو غثّ وسمين حتّى يتسنّى لنا إعطاء قيصر ما لقيصر بأسلوب علميّ معمّق و "صحيح". هم لا يريدون التّسليم بأنّ التّاريخ لا يُكْتب من جانب واحد، خصوصا إذا كان كاتبه هو أحد الفاعلين فيه، وأنّ له معاصرون شاركوه و نازعوه فتراته و وقائعه ومُجْرياته. هم يريدون أن يُفْهموا شعبنا أنّ كلّ من نقد "تاريخهم الذي كتبوه" هو ينقد ويمسّ ويُلَطّخ تاريخ تونس وحضارتها، وكلّ من طعن في "محاضراتهم الأحاديّة الجانب" هو يُهمّش و يقزّم تاريخ البلاد بأسرها من علّيسة إلى ثورة 14/17. هم يريدون أن يوهموا شعبنا بأنّ البلاد قبل سيّء الذّكر الذي فرّ لا يلوي على شيء، كانت منارة يهتدي بها الحائر التّائه، ومثلا يحتذى به في العزّة والكرامة والشّموخ، و أنموذجا في الرّقيّ والتّقدّم والحداثة، والويل لمن يقول عكس ما قيل، فهو متنكّر لوطنه خائن جاحد. ومن شعبنا أناس بسطاء -وليس في هذا تحقير- ممّن عايشوا فترة الإستقلال، ملأت آذانهم أبواق احاديّة المصدر، تمجّد لمن كان يخطّ ويكتب تاريخ البلاد لوحده، في خطبه ومحاضراته دون مناقش أو مصحّح أو رقيب مؤرّخ، فبثّ في أذهانهم الصّورة التي أراد، فإذا بتاريخ الحركة الوطنيّة و مناقب "زعيمها الأوحد" وحكمته وخصاله تتحوّل كلّها إلى السّورة رقم 115 من القرآن الكريم -أستغفر الله- لا نقاش فيها ولا جدال، وكأنّ هذه البلاد التي يقولون عنها أنّها ولّادة ويعظّمون من شأنها لم تنجب مثل فذّ الأفذاذ و أكبر الكبار و أعظم من خطى خطوة على هذه الأرض، والذي لولاه لما كنّا تحرّرنا و تثقّفنا و تعلّمنا كيف نستحمّ ونلبس ونسعد في حياتنا. ومن شعبنا شباب لم يعايش فترة الإستقلال، تناهى إلى سمعه هذا الطّرح فتبنّاه دون التّدقيق في حقيقته التّاريخيّة العلميّة، وأصبح بذلك أرضا خصبة جاهزة لتقبّل كلّ المشاتل المعروضة من زارعي نظريّة "الوطنيّة" حسب النّمطيّة التي يسوّقون لها والمنهج الذي ينادون إليه. فلهؤلاء نقول :عن أيّ ذاكرة وطنيّة تتحدّثون؟ عن تلك التي خطّها وكتبها المرحوم بورقيبة كما أراد؟ عن تلك التي صاغ معناها و رتّب جملها و تحكّم في كنهها ووجّهها إلى شخصنته وتقديسه كما حلا له، دون معارض لما قال ودون تصحيح من مؤرّحين صادقين موضوعيّين ؟ ثمّ هل كتِب علينا أن نبقى مرتبطين بالنّمط الذي سطّره بورقيبة وكأنّ تاريخنا وحضارتنا وبلدنا تجمّعت وانحصرت وانحسرت فأنتجت النّمط البورقيبيّ فحسب؟ هذا هو التّقزيم بعينه، وهذا هو التّحقير الحقيقيّ وهذا هو التّصغير لشعب بأكمله. يا سادة، إفهموا أنّ أمثال بورقيبة رحمه الله في إفريقيا بالعشرات، وكلّهم اعتمدوا نفس المنهج في غسل أدمغة شعوبهم وملئها بمثل هذه التّرّهات. اسألوا المغاربة عن الحسن الثّاني والجزائريّين عن بومدين والمصريّين عن جمال والسّينغاليّين عن سنغور... واسألوا عن باتريس لومومبا وعن سيكوتوري و عن جومو كينياتا و عن هوفوات بوانيي و عمر بانغو...و غيرهم كثير، ولكن القاسم المشترك بينهم هو التّقديس والتّأليه والبهرج المبالغ فيه، والشّعوب المتخلّفة تتباهى بزعمائها في نشوة عارمة "كلّ حزب بما لديهم فرحون"، وإيّاك ثمّ إيّاك أن تنتقد واحدا منهم أمام مواطنيه لأنّه يجيبك بأنّه هو من أسّس الدّولة و علّم الأجيال و أعطى البلاد ما أعطاها من سيادة و سياسة حكيمة أعلت شأنها بين البلدان. وهذا الكلام ليس نظريّا أو موجّها لأغراض سياسيّة تفيد جهة من الجهات، فلا نداء تونس يعنيني ولا النّهضة ولا الجمهوري ولا الجبهة ولا العريضة ولا وفاء ...الخ...-طزّ و ألف طزّ في الكلّ-، ولكنّه واقعيّ حقيقيّ ملموس، لمن لم تُصَمّ آذانه بالهرسلة الإعلاميّة المتواصلة لعشرات السّنين منذ الأستقلال، الحاملة للشّخصنة والتّقديس ليلا نهارا. أعطوني شعبا وحيدا واعيا متحضّرا ممّن يقودون العالم بأسره الآن، يحتفلون بطريقتنا نحن ويبالغون في إظهار مناقب أقطابهم: من أيزنهاور إلى تشيرشيل إلى ديقول والقائمة تطول... أعطوني أغنية واحدة من أغانيهم الوطنيّة يلوكونها في مناسبة أو في أخرى. أفنحن الوطنيّون وهم لا يفقهون الوطنيّة؟ أفنحن الأبطال والرّجال وهم ناقصي بطولة أو رجولة؟ أفنحن جهابذة الشّهامة والكرامة والعزّة والأنفة لوحدنا؟ ألم نفهم أنّ الله خلق الإنسان من معدن واحد وطينة واحدة، أم أنّنا ننتمي إلى جنس آخر من المخلوقات؟ ألم نفهم أنّ الدّولة الحديثة تُبْنى على مُؤسّسات قويّة وقوانين صلبة لا على أشخاص وزعامات؟ ألم يأن لنا أن نتخلّص من "حكيم زمانه" و"عبقرينو عصره"، ونؤسّس لبلد عتيد بمؤسّساته و تشاريعه ومنظوماته الرّاسخة القويّة التي تبقى شامخة بقطع النّظر عن "السّلطان زحزح" وعن هذا الحاكم أو غيره؟ لماذا نربط مصيرنا بعدل من حكمنا أو ظلمه؟ ألا يجول بخاطرنا أنّ هذا البهرج في الإحتفالات والتّطبيل والغناء بعنوان الوطنيّة هو يمثّل فعليّا "كلمة حقّ أريد بها باطل؟ لماذا ننعت كلّ من لم يتّبع هذا المنوال بأنّه غير وطنيّ و يستصغر ويتهاون وينسف و يقزّم الوطن وتاريخه وحضارته؟

 

Partager cet article
Repost0
18 mars 2013 1 18 /03 /mars /2013 16:35

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Partager cet article
Repost0
14 mars 2013 4 14 /03 /mars /2013 01:33

ليس من واجب المواطن المسلم أن يغمض عينيه في اتّباع من أولاهم أمره، فالعاقل الكيّس ليس إمّعة ينقاد من أذنيه ويوافق على الأبيض والأسود، ممّن "يَنْزِل به الأمر فلا يعرفُه فيأتي ذَوِي الرَّأي فينْزِل عند رأيهم(الفاروق)"، وحجّته في ذلك نقاوة و طهارة ونضال من هم في الحكم. فأسياد هؤلاء -وأسياد أسيادهم- صرّحوا بواضح القول بنصح الحاكم وتقويمه وردعه :"وُلِّيتُ أَمَرَكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ ، فَإِنْ أَنَا أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وَإِنْ أَنَا أَسَأْتُ فَسَدِّدُونِي(الصّدّيق)"،  و"لا خير في قوم ليسوا بناصحين(الفاروق) ". فأنتم يا "مناصري" النّهضة التي ناصرناها ونصرناها، هل اتّبعتم أقوال الفاروق والصّدّيق؟ أم أنّكم من قائلي :"السّياسة بحر عميق وله أهله"؟ وتشبّثتم بتلابيب "الغوّاصين" ينزلون بكم إلى أعماق دهماء لجّيّة متى شاؤوا ويصعدون بكم إلى السّطح متى أرادوا، فلربّما اعترضكم حوت يونس عليه السّلام ليبتلعكم و غوّاصيكم ،ولكنّه لن يتقيّأكم لأنّ غوّاصيكم ليسوا بأنبياء-أم أنّ لكم شكّ في ذلك؟

فكيف بربّكم تمدحون من جلبته النّهضة إليها حتّى وإن كان من المفسدين؟ ثمّ لا تلبثوا حتّى تكيلوا له الشّتائم بجميع أنواعها إذا انسلخ عنها؟ فإن كان رجلا فهو زنديق فاسد تجمّعيّ ومن الأزلام، وإن كانت إمرأة فهي عاهرة مومس لا خلاق لها. كيف بربّكم تطلقون النّعوت والقذف جزافا ودون تحرّي؟ فهذه أرملة تصبح طليقة لأنّها "يساريّة كافرة"، ثمّ تعيدون لها صفتها كأرملة بقدرة قادر، تتنازع الميراث المقدّر بالميليارات-حسب رواياتكم-. كيف تزكّون أناسا عُرِفوا بين الخاصّ والعام بخدمتهم المتفانية للنّظام السّابق لأنّ النهضة زكّتهم، وتوغلون في سبّ وشتم معارضين شهد لهم القاصي والدّاني بنزاهتهم وشرفهم ونضالهم ضدّ المخلوع، على خلفيّة ايديولوجيّاتهم؟ كيف تصمتون على النّهضة في تقاعصها و خوفها من تطبيق القانون، وتأخيرها المفضوح في إرساء المحاسبة القانونيّة والإصلاح؟ كيف ترفعون شعار "إكــبــس" لكن النّهضة لا "تــكبـس" و تسكتون؟ أتمثّل النّهضة في مسرحيّةإكبس و أنتم معها تمثّلون؟

كيف لا تقرّون بفشل الحكومة بعد تنطّعٍ وقيلٍ وقال في الوقت الذي أقرّ به رئيسها وأذعن للأمر الواقع؟ أم أنّهم همسوا لكم بأنّها خدعة من خدع "خبراء الغوص" ليمرّوا بنا و بكم من قعر المحيط إلى شاطئ السّلامة بجزر "واق الواق"؟ كيف لا تسألون أنفسكم عن استقلاليّة القضاء التي رفضتها النّهضة أمام كلّ التّونسيّين و على الهواء مباشرة؟ وعلى تسميات قضاة ووكلاء عامّين تفنّنوا في الرّشوة والفساد؟ كيف لا تتساءلون عن الكذب الفاضح حين يعلن قياديّو النّهضة عن افشاء قائمات الفساد والبوليس السّياسيّ في عدّة مرّات و مرّات ومرّات؟ وفي كلّ مرّة بنفس الأسلوب:" الأسبوع القادم". ربّما هناك أسبوع يعرفه "خبراء الغوص" إسمه "قــادم" يأتي مرّة في كلّ  3/4 القرن ويتزامن مع مرور مذنّب "هالي"، فلننتظر سنة2062

كيف لا تتساءلون عن عدم اعتماد النّهضة عن برنامج واضح، سواءا في التّنمية أو الإقتصاد أو الإصلاح التّربويّ أو المهنيّ أو البحث العلميّ أو الثّقافي..أو...أو...؟ وتطبّق البرامج السّابقة لبن علي. هل قامت الثّورة لإبدال شخص بشخص؟ هل يشعر المواطن -صراحة- بتغيير أتت به النّهضة، بخلاف غلوّ الأسعار واختفاء بعض المواد الأساسيّة؟ لماذا لا تتساءلون :"من يمسك بمقاليد الأمور و من بيده الحلّ والعقد؟" قبل أن تستغربوا من تواصل تهريب خيرات البلاد و مواصلة رجال الأعمال الفاسدين -مثل كمال لطيّف- عبثهم وتعطيلهم للمسار، أفلا حتّى تستغربون؟ كيف تُصَمُّ آذانكم وتتوقّف الدّورة الدّمويّة في أدمغتكم حين يصدع رجال لهم  باع وذراع - وكنتم قد بالغتم في إطرائهم بأنفسكم- بما لا يجب السّكوت عنه في حقّ النّهضة من إخلالات و نقائص، و ما ينقصكم إلّا نعتهم بالإرتداد، فهم ممّن نقص عقلهم وقلّت خبرتهم في الغوص في المحيطات السّياسيّة-حسب رأيكم-. كيف تعمدون إلى التّستّر عن هذه النّقائص بإفشاء تعلّات واهية من قبيل "لا نريد لتونس أن تكون كمصر ولا نريد تقليد مرسي"، فأدخلتم الحابل بالنّابل، وبيّنتم لسامعيكم أنّكم لم تفقهوا الفرق بين هيبة الحكم بحزمه في تطبيق القانون -دون ظـــلـــم- والتّعسّف المقيت، و بين الصّلابة في التّصدّي لمدمّري مكاسب البلاد والطّغيان المتعجرف

فبالله عليكم انتقلوا من فصيلة البسطاء النّاسخين للحديث والنّاقلين له بتعلّة النّصرة للحقّ، إلى فصيلة الرّاشدين من الرّجال ذوي الرّأي والمشورة، فبهذا يمكن للنّهصة أن تنهض، وإلّا فإنّ حملكم الثّقييييييييل سيرهقها وستغرق بكم في غوصة من غوصاتها

Partager cet article
Repost0