Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
7 octobre 2013 1 07 /10 /octobre /2013 16:23

كتب سالم لبيض:

سأفترض أيّها السّيّد الوزير الأوّل السّابق أنّك لا تعرفني ولكنّي أجيبك بأنّي أعرفك جيّدا لأنّي مهتمّ ودارس للفترة البورقيبيّة منذ 20 سنة خلت وقد نشرتُ كتابات عدّة في الموضوع.

  أعرفك جيّدا لأنّك كنت مديرا عامّا للأمن الوطني ما بين بداية جانفي 1963 وجويلية 1965 وفي تلك الفترة عرفت تونس إعدام ثوّار اليوسفيّة المعروفين بانقلاب 1962 في 25 جانفي 1963 وتعذيب المسجونين منهم.

أعرفك جيّدا لأنّك كنت وزير الدّاخلية ما بين 1965 و1969 وفي تلك الفترة عرفت تونس موجة كبرى من الاعتقالات والمحاكمات السياسيّة لمختلف فصائل اليسار الماركسي وكذلك القوميّين ولنشطاء الحركة الطلّابيّة على خلفيّة أحداث جوان 1967 التي سُجن فيها الطّالب بن جنّات الذي أصبح أحد أعلام الحركة الطلّابيّة، ولكنّه رغم نضاله ترك السّاحة لمن هم من أمثالك من ذوي الشّهرة والنفوذ.

أعرفك جيّدا لأنّك اشتغلت وزيرا للخارجيّة ما بين 1981 و1985 وشهِدَت تلك الفترة تزوير انتخابات 1981 من قِبَل الحكومة التي تنتمي إليها والقمع الواسع والقتل الممنهج للشّرائح الشّعبيّة المنتفضة في جانفي 1984 من أجل حقّها في الخبز الكريم.

أعرفك جيّدا لأنّك كنت في سنة 1987 سفيرا لحكومة مارست كل صنوف القمع على الطّلّاب وقد كنت حينها أنا في "رجيم معتوق" ضمن الطّلبة المُجَنّدين.

أعرفك لأنّك كنت برلمانيّا في برلمان حكومة بن علي ما بين 1989 و 1994 بل ورئيسا لذلك البرلمان المزَوِّر للقوانين، في حين كنتُ أنا وأمثالي من المطرودين من التّعليم الثّانوي من قِبَل تلك الحكومة على خلفيّة مواقف نقابيّة وسياسيّة.

أعرفك لأنّك غِبْتَ عن المشهد السّياسي وبتَّ تكتب مذكّراتك التي نشرتها في كتابك سنة 2009 حول بورقيبة ولم تظهر إلّا في بعض جلسات الذّاكرة في مؤسّسة التّميمي.

أعرفك لأنّك لم تكتب مقالا واحدا أو تُدلي بتصريح واحد ضدّ حكم بن علي المافيَوِي.

أعرفك ولكنّ شباب الثّورة الذين أسقطوا حكومة الغنوشي الثّانية يوم 25 فيفري من السّنة المنصرمة لا يعرفونك، لذلك سمحوا لك بتولّي أمرهم فشكّلت المشهد السّياسي والقانوني والتّشريعي والإداري بما يضمن لك البقاء في السّلطة أو تسليمها لمواليك ممّن وضعتهم في الهيئات والمناصب المختلفة إبّان حكمك الانتقالي ولكنّ السّحر انقلب على السّاحر.

أعرفك وأعرف عنك الكثير وعن تجاربك في الحكم خلال النّصف قرن المنقضي وقد لا يتّسع الأمر لذكره وستكون له منابر أخرى.

أعرفك وأعرف بأنّ انخراطك في الدّفاع عن قناة نسمة تمّ تسويغه باسم حرّيّة الرّأي والتّعبير لكنّه لم يكن مبدئيّا وإلّا كيف تتورّط أيّها السّيّد الوزير الأوّل في هذا التّناقض الصّارخ وترفض مشاركةَ جامعيٍّ في منبر تلفزيّ لمُجرّد أنّه يخالفك الرّأي.

أعرفك وأعرف أنّ طموحاتك السّياسيّة وتاريخ عائلتك في ممارسة السّلطة لاسيما إلى جانب بايات فرنسا في ظلّ استعمار تونس غير متناهية، لذلك تجد نفسك تمارس نوعا من الوصاية لم ينج منها حتّى المجلس التّأسيسي الذي يمثّل الشّعب ولكنّ الزّمن غير الزّمن ولكلّ دولة رجالها كما يقال.

سالم لبيض

 

Partager cet article
Repost0
27 septembre 2013 5 27 /09 /septembre /2013 11:51
الأكيد علميّا وتاريخيّا أنّ الحضارة الإنسانيّة بُنِيت بتبادل الخبرات بين المجموعات البشريّة منذ ملايين السّنين، وبتمرير المكتسبات المعرفيّة من أجيال سابقة إلى أجيال أخرى لاحقة. ولكلّ جيل دوره في تنمية وتحديث وتجديد ما توصّل إليه من سبقه من الأجيال. وكلّ هذا الكون بمجرّاته وسدائمه ونجومه وكواكبه وأقماره متحرّك متغيّر متطوّر بالزّيادة أو النّقصان، بالولادة أو الفناء، فأرضنا التي نعيش عليها دائمة التّحرّك "جيولوجيّا" وبالتّالي "مناخيّا"، فهذه كُتْلة صلبة انقسمت إلى أجزاء ابتعدت عن بعضها وأصبحت قارّات في تحرّك دائم يُدْنيها أو يبعدها عن بعضها حسب قوى "تكتونيّة" تتكوّن بمفعولها جبال و جزر وأراضي جديدة في المحيطات و البحار، وتتغيّر بمفعولها  الأجواء و المناخات، وتندثر بتأثيرها أماكن ومساحات وكائنات، وكلّ هذا دليل على نبض الحياة. وما على الأجيال المتعابقة من الكائنات الحيّة إلّا التّطوّر والتّحديث للتّأقلم وافتكاك مواقعها في البيئة الدّائمة الحراك والتّغيير. فإن اقتصرت فصيلة من الكائنات على ما اكتسبته من سابقاتها من بنات جنسها، ولم تطوّر طريقة عيشها بالإضافة والتّجديد، أصابتها العلل و ضعفت ...ففنيت واندثرت. وفي هذا الخضمّ الواسع من مظاهر الحياة في كوكبنا يعيش الإنسان كبقيّة الكائنات، وينطبق عليه ما انطبق على غيره من قوانين طبيعيّة. فلو اقتصر "الهومو ايريكتوس" على ما اكتسبه من سابقيه من"الأسترالوبيتاكوس" لانقرض و لما جاء "الهومو هابيليس" ثمّ "الهومو سابيانس" وهو الإنسان العاقل، مرورا  ب" النّياندرتال" و"الكرومانيان". والرّجاء هنا عدم إدخال الحابل بالنّابل، لأنّ هذه الحقائق لا تتعارض مع الدّين والمجال غير متاح للخوض فيها بين هذه السّطور. التّطوّر البشري هو الذي سمح للإنسان اعتلاؤه صدارة الكائنات وخوّل له التّربّع على قمّة المخلوقات، ولم يكن ذلك بتقليد آبائه وأجداده فقط، بل بتطوير ما أخذه عنهم وتحديثه وتجديده وتغييره وإضافة ما لم يصلوا إلى فهمه أو ما لم يكونوا في حاجة ماسّة إليه، أو ما لا يتوافق مع طريقة عيشهم وأعراف مجتمعاتهم ومناخ طبيعتهم ومحيطهم البيئيّ. ويندرج تحت هذا الغطاء الواسع والشّاسع والعميق الموروث الحضاري من قوانين ومؤسّسات وظوابط اجتماعيّة و أساليب عيش و تصرّفات وروابط أسريّة وعلاقات عائليّة، لنصل إلى الحِكَم والمواعض والمآثر التي وَ إن كانت صحيحة في زمنٍ ما، في مكانٍ ما، في وسطٍ إجتماعيٍّ ما وخاضعة لمحيط خارجيّ ما، فإنّها غير صالحة في زمن آخر أو مكان آخر، وربّما وجب على وارثيها التّنديد بها والتّحريض على تركها وتعويضها بما يتناسب مع خصوصيّات العصر والبيئة والمناخ. فاستمعوا إلى الإمام عليّ رضي الله عنه حين قال :" لا تُرَبُّوا أولادكم على أخلاقكم فإنّهم خُلِقوا لزمان غير زمانكم ". وهذا لا يستنقص من قدر الأوّلين في شيء لأنّهم أتوا بما يتناسب وبيئتهم. ولكنّ الخطير في الأمر هو بقاء اللّاحقين على ما تركت أجدادهم واكتفاؤهم بترديده والإشادة به دون الإتيان بما يحلّ محلّه ويعوّضه ويتلاءم مع التّغيّرات التي حدثت في زمنهم. ولقد أُصِبنا في حضارتنا الإسلاميّة بهذه العاهة المقيتة حين أغلقنا باب الإجتهاد وبقينا إلى الآن نرتكز على ما جاء به الأوّلون من مجتهدين و أئمّة، من تشاريع وتفاسير و مذاهب، تشبّثنا بها و أحطناها بهالة من القدسيّة الرّبّانيّة تصل إلى تكفير من لا يعمل بها، والحال أنّ واضعيها بشرٌ أتوا بعد هبوط الوحي بقرون. ولم نسأل حتّى أنفسنا من أعطى هؤلاء الأئمّة الأعلام كلّ تلك القدسيّة وذلك التّرخيص في الإجتهاد والحال أنّهم بشرا أسوياء؟ أ هو الوحي من السّماء بعد خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وسلّم؟ ام هو ترخيص إلاهيّ أصدره كهنوت بشريّ؟ ماللّذي يعوقنا عن التّساؤل: لماذا لم يكتف أبو حنيفة بما جاء به مالك؟ ولماذا لم يكتف بن حنيل بما جاء به من سبقه؟ ولماذا ترك الشّافعيّ ما جاء به هذا وذاك؟ بل لماذا لم يكتف أحدهم بما أفتى به في بغداد وجاء بنقيضه في مصر؟ ألا نسلّم بأنّ هؤلاء الأئمّة شعروا بالتّغيّرات التي طرأت على مجتمعهم واختلاطهم بمجتمعات أخرى واحتدام عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم بعادات وتقاليد و أعراف أخرى؟ ألا نسلّم بأنّهم أدركوا أنّ المناخ الذي عاش فيه النّبيء صلّى الله عليه وسلّم والصّحابة قد تغيّر؟ وأنّ تقلّبات و طوارئ ومحدثات جديدة طرأت على مجتمعهم؟ فتحمّلوا مسؤوليّتهم كنخبة مفكّرة في زمانهم للتّجديد والتّحديث؟  هذا مثال بسيط من صلب حضارتنا، وفي ناحية بعينها من صلب ديننا، يعبّر عن داء عضال استفحل بنا في جميع ميادين حياتنا أوصلنا إلى ما نحن فيه من التّقليد الأعمى والتّأخّر والإنحطاط. حتّى أصبح أغلبنا يردّد كلام الأوّلين دون الإتيان بكلام جديد من عنده، ويقدّم لأساتذته ومعلّميه ما يجده في صفحات "الواب" من أبحاث وتقارير دون التّعويل الذّاتيّ على إبداعاته الشّخصيّة مع الإستئناس بأعمال غيره، ويسهر طلّابنا ومهندسونا ودكاترتنا وباحثونا مقضّين اللّيل في البحث عمّا بحث فيه غيرهم ليقدّموه "هناني بناني" أمام اللّجان والمجالس العلميّة، ويقف أساتذتنا أمام الجموع من الطّلبة والتّلاميذ ليملوا عليهم شفويّا أو عن طريق "الدّاتا شو" ما "اختلسوه" من صفحات الأنترنات. كلّ هذا تحت غطاء كلمة الحقّ التي أريد بها باطل "قالت ناس بكري". والأجدر بكلّ جيل أن يستأنس بما قاله وقدّمه الجيل السّابق ويأتي بالجديد من عنده، وإلّا توقّفت عجلة الإرتقاء والتّجديد نحو الأفضل 
Partager cet article
Repost0
23 septembre 2013 1 23 /09 /septembre /2013 16:20

في عيد ميلادي الثالث والسّتّين اكتشفت أنّي كنت مخطأ في فهم كثير من الأشياء، وأنّ غشاوة سميكة كانت تحجب عن عيناي رؤيةَ واقعٍ قضيت عمري في عدم رؤيته. وبلغ بي الحمق والجهل حدّا جعلني أعتقد أنّ بعض نساء بلدي يمارسن الرّذيلة في الشّقق المفروشة والنّزل وحتّى تحت أشجار الحدائق والغابات -يا لهول ما كنت أعتقد- وأنّ بعض فتيات تونس يمارسن الجنس ويتفنّنّ فيه ويبدعن في وضعيّاته وحركاته-يا لحماقة ما كنت أتخيّل-، وأنّ البعض منهنّ يسافرن إلى البلدان الغربيّة والخليج متستّرات بوظائف وأعمال وهميّة والحال أنّهنّ يقتتن ويرتزقن من البغاء -أفّ على ما كنت أعتقد-. كانت نظرتي تلك ولا شكّ قاتمة في لونها مغلوطة في حقيقتها، حتّى استمعت إلى بعض المستنيرين من أبناء تونس البررة، من رجال البلاد الأشاوس الغيورين على شرف الوطن العريق الممتدّ إلى "علّيسة" الطّاهرة النّقيّة، و"الكاهنة" العذراء الأبيّة، مُرورا بأمّ الزّين الجمّاليّة والسّيّدة المنّوبيّة، وعزيزة عثماتة و"للّا عربيّة"،وراضية الحدّاد وليلى الطّرابلسيّة. سمعت من هؤلاء الصّناديد ما فتح عيني وأرجع عقلي إلى صوابه، وأيقنني أنّ نساءنا والحمد لله لم يمسسهنّ بغي ولم تلطّخ أعراضهنّ بعهر إلّا في جهاد النّكاح الذي أتت به و روّجته فئة ضالّة في زمن ما بعد الثّورة. فحمدت الله على أن هداني إلى الإستماع إلى هؤلاء الشّرفاء من أبناء تونس الأنقياء. هؤلاء الحكماء أرشدوني إلى ما كنت أجهله عن بلدي تونس، العالي صيطها بين الأمم والرّافلة في الخير والنّعم، وكيف كانت متقدّمة على مثيلاتها في المراتب العالميّة، وسابقة حتّى دولا متقدّمة غربيّة، حائزة على مراكز مرموقة في المعرفة والعلوم، نائية بشعبها عن الجهل والفقر والهموم، حكّامها عباقرة حكماء، ومسؤولوها خبراء أنقياء، ليس في إدارتها فساد، إلّا في فئة قليلة من العباد، مؤسّساتها عريقة، و برامج أولي أمرها دقيقة، طرقاتها خالية من الحفر، وفضلات أحيائها لا تلوح للنّظر، أنهُجُها نظيفة يرتاح فيها البعيد والقريب، و بناءاتها تخضع للقوانين والتّراتيب، غدران أزقّتها يتوضّؤ فيها المصلّي من النّظافة، وشباب أحيائها ينطق فكرا و ثقافة، وسائل نقلها تأتي في الإبّان، وهي راحة للمسافر التّعبان، شرطيّها مهذّب ظريف، لا يستعمل الزّجر والتّعنيف، أريافها موفورة الشّغل و العمل، من حرّ الشّمس محميّة بظلّ، الأمن والأمان فيها مستتبّ، والنّشل غائب عن كلّ درب، لا عنف لا شتم فيها ولا سباب، والمرأة لا تخشى الإغتصاب، حدودها محروسة متينة، تمنع "الحرقان" بالسّفينة، لا مجال فيها للممنوعْ، إلّا ما كان جائزا مشروعْ، يقال فيها الرّأي بصراحة، والنّقد يُسْمَعُ بكلّ راحة، حرّيّة عدالة نظام، وعيش العزّ للأنام. كلّ هذا كان غائبا عن فهمي المتعطّل وذهني البليد، ولم أكن متفطّنا إليه، ولولا هؤلاء الأخيار الصّادقون لبقيت ضالّا عن فهم الحقائق التّاريخيّة الدّامغة رغم ولادتي في هذا البلد من أوّل الخمسينات، ومعايشتي للفترة الأولى للإستقلال وصراعات بورقيبة مع بن يوسف وحسن معاملته له ولأصحابه، وتصرّفه الحضاريّ مع عائلة الباي خصوصا زوجته وبناته، وعفوه ورحمته بمن انقلبوا عليه من "الخونة" الباحثين عن الكراسي، وتكرّمه بالغفران على من كان محلّ ثقته فأساء التّصرّف في فترة الإشتراكيّة البورقيبيّة، وصفحه عن التّلاميذ والطّلبة المشاغبين في 1967، وإحسانه لعضده الأيمن الذي أتى بعده رغم كونه "بهيم أدغم" في 1971، وسداد رأيه في تراجعه بعد توقيعه عن الجمهوريّة العربيّة الإسلاميّة مع القذّافي1974، وتضحيته بالإستجابة لشعبه في قبوله للرّئاسة مدى الحياة في 1975، وعطفه الذي أغرق فيه المارقين من الإتّحاد الذين أرادوا حرق البلاد في 1978، وحنكته في التّعامل مع خلايا الإرهاب الذين احتلّوا ثكنة عسكريّة في أحداث قفصة في 1980 رغم الحدود الآمنة المُحصّنة، واستباقه لعصره في إرساء الدّيمقراطيّة والتّعدّديّة بتنظيمه لانتخابات 1981 النّزيهة والشّفّاقة، وعبقريّته في تصريحه المشهور "نرجعو كيف ما كنّا" الذي أخمد ثورة الخبز في 1984، ونباهته في التّفطّن لألاعيب وزيره الأوّل المزالي وإزاحته لابنه و زوجته وشلّة من المتآمرين، وإيلائه المكانة المرموقة لإبنه البارّ زين العابدين. كنت في جهل بهذه الإنجازات العبقريّة - ويا لعمق جهلي- بل كنت أحسب أنّه لم يحسن التّفكير إلّا في القضيّة الفلسطينيّة ومجلّة الأحوال الشّخصيّة، وفي ما يخصّ الصّحّة والتّعليم،  كنت من جهلي أحسب أن الدّول العربيّة والإفريقيّة والآسويّة تولي اهتماما كاملا لهذين القطاعين مثل المغرب و الجزائر والأردن و العراق ولبنان و كوريا و ماليزيا و أندونيسيا و السّينغال و غينيا و غانا والكوت ديفوار ... وغيرها كثير. وخطئي هذا متأتٍّ من عدم تصديقي لإعلامنا الحرّ والنّزيه الذي كنت أتوهّم أنّه يبالغ في تلميع صورة الزّعيم العبقريّ و يروّج لإنجازات وهميّة ليُغطّي مصائب و فضائع إجتماعيّة، يا لغباوتي عندما كنت أتأفّف من "توجيهات الرّئيس" و أشمئزّ من "المدائح و الأذكار" و"قافلة تسير" و محتوى شريط الأنباء المملوء  بعرض جدول أوقات المجاهد الأكبر من تجوال وسباحة واسترخاء ومشاهدة مدح العباقرة من الشّعراء. كنت في هوّة من الغباء عميقة حجبت عنّي الحقيقة، حتّى جاء من فتح بصيرتي ودلّني إلى الطّريق السّويّ، فتحقّقت أنّ ما قاله بورقيبة عن نفسه في كلّيّة الصّحافة وعلوم الأخبار صحيح، ويُستثاق به لكتابة تاريخ الحركة الوطنيّة، فهل يتصوّر أحدُنا أنّ المجاهد الأكبر يستطيع الإعلاء من شأنه مع تقزيم وتصغير شأن الآخرين؟ وأنا بجهلي كنت أؤمن أنّ التّأريخ علم يُكتَب به التّاريخ بموضوعيّة وحياد من طرف مختصّين وأنّ كاتب تاريخ نفسه غير محايد وربّما كاذب. يا لحمقي و جهلي و قلّة درايتي عندما كنت أعتقد أنّ المستعمر قرّر تغيير كيفيّة سيطرته على الدّول المستضعفة بمدّها بالإستقلال، مع المحافظة على مصالحه باختياره أحسن الحافظين لهذه المصالح، وما تقارب تواريخ استقلال هذه البلدان -ما بين 1950 و1965- إلّا دليل على ذلك، إلّا في بعض الحالات التي استعصت عليه، فرتّب لها مخطّطات خبيثة أخرى أرجعتها إلى القافلة...و لا تزال. أرعنٌ أنا و أبله أحمق عندما كنت أعتقد أن ليس في بلدي من السّياسيّين من هو صاحب خبرة، لأنّي كنت أدّعي جهلا و تعنّتا أنّ الخبرة لا تُكْتَسب فقط بعدد السّنين المُقَضّاة في مهنة ما، بل بوسائل المراقبة والتّتبّع والمحاسبة النّابعة من منظومات رقابة قانونيّة دقيقة في مؤسّسات قويّة راسخة لا تتبدّل بتبدّل الأشخاص ولا تتغيّر بتغيّر المسؤولين...تبّا لجهلي و لما كنت أعتقد، والشّكر لجهابذة بلادي من المستنيرين الذين أناروا أمامي الطّريق ، والله أسأل أن ينعموا عليّ بمفاهيم أخرى لحقائق أخرى لا زلت أجهلها..."السّرا والسّخطّ ...في تحاصل معناها...والمرض والقمل ...في تحاصل...والجهل والتخلّف...في تحاصل معناها...شيّ كبييييير...هذا هو الجهاد الأكبر...آآآآه إمّالاااااااااااااااا"...اللهمّ اغفر له وارحمه و جازه بما قدّم من خير للبلاد واغفر لنا ما قلنا فيه و إن كان حقّا

 

Partager cet article
Repost0
21 septembre 2013 6 21 /09 /septembre /2013 15:49

Les scientifiques ont affirmé que Curiosity (robot envoyé sur Mars fin Août 2012) n'a pas détecté la présence de méthane (gaz signe d'activités biologiques) en quantité suffisante garantissant la probabilité d'une vie microbienne sur la planète rouge.



 

"Ce résultat important va aider à rediriger nos efforts pour examiner la possibilité de vie actuelle sur Mars", explique Michael Meyer, responsable scientifique de l'exploration de Mars à la NASA."
"Cela réduit la probabilité de l'existence actuelle de microbes martiens produisant du méthane mais il ne s'agit là que d'un seul type de métabolisme bactérien car nous savons que sur Terre il existe de nombreux micro-organismes qui ne produisent pas de méthane", souligne-t-il.

Les scientifiques, et M. Meyer en particulier ignorent sans doute que tous les "petits hommes verts" ont effectué une émigration massive et se trouvent actuellement chez nous, au sein de nos instances gouvernementales, et ce depuis bien des décennies. Quant à la vie biologique microbienne, les scientifiques n'ont qu'à braquer le spectromètre LASER très sensible, du côté des réactionnaires et contre-révolutionnaires tunisiens.

Partager cet article
Repost0
22 août 2013 4 22 /08 /août /2013 15:25

Ce que les fous de Bourguiba (par analogie aux fous d'Allah) répètent et ressassent à longueur de journées, n'est que le fruit d'une propagande à outrance et à source unique et qui a duré trois décennies, pendant lesquelles, notre "illustre combattant suprême" a excellé dans l'éradication de toute opposition ou avis contraire au sien, et a imposé à tous sa version propre de la lutte nationale et s'est évertué à inculquer à "son peuple" la croyance exorbitante et aveugle en la sagesse, la grandeur, l'intelligence et la clairvoyance de son incontestable et incontesté guide suprême. Certains parlent de "la faible connaissance des scientifiques dans le domaine de l'histoire et que par conséquent , ils n’ont pas d’esprit critique et ne sont pas visionnaires. Ainsi ils croient tout ce qu’on leur raconte". De quelle histoire nos respectables "inconditionnels de Bourguiba" parlent-ils? De l'histoire dictée par le "combattant suprême" lui-même, ou de celle façonnée de toutes pièces et écrite par ses acolytes et lêche-bottes? Dans ces conditions, qui a avalé toute l'histoire et a cru en tout ce qu'on lui raconte? Que messieurs se rassurent, une fois l'histoire analysée, décortiquée, élucidée et écrite par des spécialistes impartiaux en appliquant une démarche scientifique dans le respect des règles de l'art, à ce moment-là notre estomac avalera et digèrera la "préparation". Pour s'éloigner du sacré intouchable et donner à leur idole l'aspect humain, les inconditionnels "fous de Bourguiba" reconnaissent ce qu'ils qualifient de " quelques erreurs" qui n'ont pas empéché un " bilan global nettement positif", c'est sans doute ce qui a "empêché" le pays de s'enfoncer au fond du gouffre menant aux tortueux labyrinthes sous le dictat de BEN ALI. On s'excuse messieurs, mais pour les scientifiques, c'est le résultat concret final qui compte et non les élucubrations, fantasmes et affabulations. En situation alarmante, la Tunisie y était, messieurs, et depuis les années 60, et cette situation n'a cessé d'empirer, de pis en pis, malgré les diverses "expériences" économiques, en commençant par le modèle socialiste dirigé par BEN SALAH, approuvé et appuyé farouchement par Bourguiba, avant de mettre tout le fardeau sur le dos de celui-là (ABS), en s'affranchissant de toute responsabilité -sans doute une petite, toute "petite erreur" d'un illustre "homme d'Etat" me diriez-vous-. Viendra ensuite le tour à feu BEHI LADGHAM, glorifié et gonflé à bloc par Bourguiba, avant d'être réduit au rang de "BHIM LADGHAM" -petite erreur de jugement d'un politicien chevronné, me diriez-vous sans doute -. Succèdera l'expérience chaotique du libéralisme de feu HEDI NOUIRA pendant les années 70, entachée par diverses crises de tout genre (politiques, économiques, sociales et sécuritaires), en particulier les troubles universitaires, les émeutes du 26 janvier 78, le fiasco du congrès de Monastir et les évènements de Gafsa. Pendant cette décennie, l'homme d'état sage et clairvoyant qu'est le combattant suprême, n'a pas lésiné en soufflant le chaud et le froid dans ses choix et décisions, entre un discours débordant de pragmatisme, sagesse et clairvoyance concernant l'unité tuniso-libyenne (discours du palmarium), et la proclamation surprenante et hatée à Djerba de la république arabe islamique, les deux évènements n'étant séparés que de quelques mois seulement, encore des "petites erreurs", quelques toutes "petites erreurs", rétorquez-vous bien sûr. Sans oublier la pièce théatrale montée de toutes pièces menant son Excellence à la présidence à vie. Et si c'était maintenant, et pour chacune de ces "toutes petites erreurs" commises? Ne serait-il pas devenu la risée des facebookeurs "illuminés", et n'aura-t-il pas glané au passage quelques surnoms à l'instar de notre TOURTOUR? Outrepassons cette période, messieurs, et venons aux années 80, au début desquelles feu MZALI, et encore avec l'approbation et l'appui de notre guide hors pair, a entamé une nième "expérience" visant à colmater les brêches et relever un peuple "à genoux", et à défaut de le relever, il a réussi à le plaquer à plat ventre -sacrée réussite, en citant votre " bilan global nettement positif"-. Cette fois-ci aussi, messieurs, vous l'aurez peut-être oublié, le peuple tunisien a versé du sang, comme aux années 60 et 70, pendant les émeutes dites "du pain", et tout d'un coup, un message "divin" haché et proclamé en saccades :"narj3ou kif ma kounna", qualifié par nos chers inconditionnels aveuglés de "coup de maître stratégique", suivi d'un autre débarras de toute responsabilité, et le torchon essuie-tout de Bourguiba règlera l'affaire à feu MZALI, remplacé par Rachid SFAR qui finit par en avoir plus que marre et capitule pour laisser la voie libre à celui que vous connaissez. Voici, messieurs, réellement quelques brindilles de votre "bilan global nettement positif" relatées succintement et sans entrer dans des détails franchement honteux pour un chef d'Etat sage et illuminé. Nonobstant tous ces faits historiques réels et véridiques, avons-nous oublié le tapage médiatique à sens unique dans les diverses émissions audio-visuelles, qui commencent tôt le matin par les chants liturgiques déviés et orientés vers l'illustre personnage, suivis par des émissions glorifiant sa sagesse, sa bravoure et son "jihad", talonnées par "GUEFLA TSIR", entrecoupées par des journaux relatant son emploi du temps journalier, précédées par ses recommandations "TAWJIHET ERRAIS", embellies par ses randonnées pédestres et ornementées par ses baignades monastiriennes ou carthaginoises. Avons-nous oublié les festivités annuelles et qui durent presque deux mois à Monastir à l'occasion de son anniversaire, pendant lesquelles poêtes, chanteurs, hommes de théatre et artistes s'évertuent et "excellent" dans des prouesses glorifiant le culte de la personnalité d'une bassesse et d'une servilité méprisantes et misérablement abjectes. Voilà donc, messieurs, la source de "votre" histoire à laquelle vous avez cru, bien sûr après mûre analyse et avec la vision des intellectuels avisés. En tout cas, pour un tel " bilan global nettement positif", on ne voit pas où trouver un gluon de négativité, sauf quelque part dans les méandres des confins de l'univers, près d'Andromède, Cassiopée ou au fond du trou noir de notre Galaxie. Mais pour donner à César ce qui est à César, nous accordons à Bourguiba son éloquence, son niveau intellectuel et sa vision stratégique (et comme exemple sa position au sujet du conflit israélo-palestien), nous lui devons le code du statut personnel, malgré qu'il n'est ni le premier ni le seul à y avoir pensé, avant lui déjà TAHAR HADDAD a formulé des pensées concernant la femme, lui-même influencé par un certain égyptien KACEM AMIN, la seule différence étant le pouvoir exécutif que Bourguiba a obtenu, toujours est il qu'il a eu le mérite d'approuver et de mettre en exécution ce que d'autres illustres personnages ont formulé, mais les adorateurs du culte de la personnalité lui consacrent tout, en minimisant le rôle des autres. En ce qui concerne l'éducation et la santé, nous n'avons pas fait ce que d'autres pays africains ou asiatiques n'ont pas réalisé, il suffit pour celà de tendre l'oreille à nos frères ou amis marocains, algériens, sénégalais, congolais, ivoiriens, pour ne citer que ceux-là.

Partager cet article
Repost0
19 août 2013 1 19 /08 /août /2013 17:38

Ce qui pose problème dans la rencontre BCE-Ghannouchi, c'est l'obligation -ou presque- du peuple tunisien de choisir entre deux alternatives, l'une plus catastrophique que l'autre. La première représentée par des vrais militants -il faut l'admettre-, mais qui ont montré une naîveté et une nonchalence dignes de "derviches" authentiques, malgré qu'ils n'ont cessé, et ne cessent de ressasser et de répéter qu'ils sont pour un état "civil" et moderniste, et loin d'eux l'idée d'appliquer la chariâa, et il est vrai qu'ils n'ont pas fait le contraire pour le moment malgré toutes les intox. L'autre choix nous mène directement à l'ancien régime, représenté par des RCDistes, destouriens et anciens ministres et responsables de Bourguiba ou Ben Ali, et qui ne cessent de nous harceler par leur soi-disant "expérience" et "sagesse", et tentent de nous faire oublier que le soulèvement qu'on qualifie abusivement de révolution -du moins pour le moment-, a été réalisé contre eux et leur système, et que leur retour repésente tout simplement une contre-révolution. De toutes les façons, un citoyen cultivé ne peut pas croire en leur expérience, car on ne peut devenir expérimenté dans un domaine que si on a été suivi, contrôlé, inspecté et même reprimendé. Ainsi, se voyant protégé, le responsable de ce type, ne corrige pas ses erreurs et les répète, et en fin de parcours, il n'aura de l'expérience que le nombre d'années passées au service : C'est l'expérience de la médiocrité. Le peuple tunisien -disons plutôt son élite- doit opter pour un état de Droit et d'institutions solides, et gouverné par des jeunes intègres et ayant le niveau nécessaire -même s'ils manquent d'expérience-, et notre Nation bâtira son expérience, cette fois-ci au sein d'institutions dignes de ce nom. L'autre bémol auquel presque personne ne pense, est le rôle de la France dans cette rencontre. Notre ancien colonisateur joue-t-il le rôle de simple médiateur pour les beaux yeux de BCE et la belle barbe grisâtre de Ghannouchi? Serait-ce peut être pour la situation instable de la Tunisie et son avenir encore peu clair, et qui causent des nuits blanches à nos chers amis français?

Partager cet article
Repost0
13 août 2013 2 13 /08 /août /2013 02:46

لِإنقاذ تونسنا العزيزة يجب علينا أن لا نضع مصيرها ومُستقبلَها بين أيادٍ  تعود بها إلى القرون الوُسطى، ولا أن نسلِّمَ أمْرَها مرّةً أخرى لأُناسٍ حكموها بدون منازع وجرّبوا فيها الإشتراكيّة فانهارت-بورقيبة وبن صالح-، ثمّ الرّأسمليّة فأفلست-بورقيبة والهادي نويرة- ، ثمّ الرّاسماليّة "المعدّلة" -بورقيبة و مزالي- فتدهورت، لينقضّ عليها بن علي وعائلته ليعيثوا فيها فسادا...هذه حقائق موثّقة لا يمكن الطّعن فيها إلّا لمن أراد إخفاءها أو تجاهلها أو تغيير تاريخها وكتابته كما يحلو له... أ لمثل هؤلاء نُسلّم تونس -التي نقول  عنها أنّها عزيزة- ليُعيدوا ما تعوّدوا عليه؟ هل كُتِب على تونس إمّا حكم المدرسة البورقيبيّة و إمّا حكم من ينادي بالخلافة السّادسة؟ ألم تقولوا أنّ تونس ولّادة وأنّ شعبها مُتعلّم مثقّف متحضّر؟ أين حضارة شعبنا إذا وجد نفسه مُجْبَرا للإختيار بين نَجْدَين لا ثالث لهما ولا طيّب فيهما؟ الأوّل حكم وجرّب وصال وجال وأوصل البلاد إلى ما وصلت إليه، والثّاني أوكِلت إليه مهمّة الإتّجاه بالبلاد إلى المسار الصّحيح فإذا به يُظهرُ من الضّعف والدّروشة ما لا يجوز. قلت أنّ تونس في فترة نقاهة لأنّنا الآن ننعم بهذه الحرّيّة التي نكتب بها في المواقع الإجتماعيّة و الصّحف والمجلّات، ونتحدّث بها في الإعلام المسموع والمرإيّ، والتي كانت محرّمة تحريما كلّيّا في عهدَي بورقيبة وبن علي، قلت أنّ تونس في فترة نقاهة لأنّنا -أنا وأنت وأبناؤنا وكلّ فردٍ من الشّعب- نستطيع أن نُعبّر بكامل الطّلاقة عن ميولاتنا وانتماآتنا دون الخوف من الإعتقال والتّعذيب، بينما كنّا في السّابق مُكَمّمين  بالمنديل البتفسجيّ أو مُجبرين على الإستماع ل"توجيهات الرّئيس" يوميّا دون انقطاع قبل الأخبار وإلى مشاهدة النّشاط اليوميّ  للزّعيم الأوحد في بداية النّشرات الإخباريّة من تجوال وسباحة أو مدائح وأذكار  وأشعار تمجيد ونفاق. تونس في فترة نقاهة لأنّنا، حتّى وإن وقعت تجاوزات، ننشرها ونندّد بها ونفضح من قام بها ولو كان في أعلى سلطة، وقد كنّا من قبل نغمض أعيننا ونسدّ آذاننا ومنّا من يزكّيها ويُلبسُها حلّة الطّهر والعفّة والصّلاح. تونس في فترة نقاهة لأنّنا نتناقش ونبدي آراءنا لبعضنا دون ما خوف أو وجل وقد كنّا في عهدي بورقيبة و بن علي ينافق بعضُنا  البعض و يخفي ما يجول بخلده حتّى على أقربائه. تونس في فترة نقاهة لأنّنا نتظاهر ونعتصم و ننظّم المسيرات وتُطالب كلّ فئة منّا بما ترغب فيه و نُصدر برقيّات التّنديد والإستياء، بينما كنّا من قبل نُساق إلى مسيرات التّأييد والمناداة بحياة من يتحكّم في رقابنا ونُرغَم على الإمْضاء في برقيّات التّأييد والولاء والمناشدة سواءا لبورقيبة أو بن علي. تونس في فترة نقاهة لأنّ البسيط فينا يواجه أعلى هرم في السّلطة و يقول له "يكفي يا هذا"، والنّذل الحقير يتطاول على الوزراء في الشّواطئ، بينما كان الصّنديد فينا لا يرفع عينيه أمام "عمدة" حيّ فيه إثنا عشر بيت وكلبهم الذي هو عمدتهم

Partager cet article
Repost0
13 août 2013 2 13 /08 /août /2013 02:36

ينعقون و يصيحون و يولولون متشبّثين بتلابيب بورقيبة -إن بقيت- علّهم يتوصّلون إلى خداع من يظنّ أنّ بورقيبة -رحمه الله وغفر له ما أخطأ و ما أساء وزاد في حسناته ما أحسن و أصاب- هو وليّ نعمة كلّ التّونسيّين وباني نهضتهم و محرّر نساءهم و صانع ثقافتهم و باني دولتهم الحديثة، وإنّه إن كان ديكتاتورا فديكتاتورا مستنيرا حاذقا أبويّا. ألا يسأل هؤلاء أنفسهم : من علّم و ثقّف شعوب السّينيغال والكونغو والكامرون والمغرب والجزائر ومصر و ماليزيا و كوريا وليبيريا ونيجيريا...و...؟ فإن قالوا كالعادة "نحن خير منهم"، أقول لهم "فيق على وضعك وارخيك بلا تعكعيك". فهل في هذه البلدان توائم لبورقيبة أم أناس آخرون؟ سيقولون هو من حرّر المرأة...أقول لهم : ما فعله لا يعدو أن يكون تطبيقا لمن سبقه من المصلحين كقاسم أمين و الطّاهر الحدّاد لأنّ السّلطة آلت إليه بعكسهم هم، و بارك الله فيه على تطبيقه لهذا الأمر، ولكن لا تعطوا الشّخص أكثر ممّا يستحقّ. هو ساعد على التّعليم حقّا، ولكنّه أنتج متعلّمين مثٌقّفين من فصيلة الإمّعة الذين لا ينبتون أمامه ببنت شفة طائعون صاغرون مطأطئو الرّؤوس. زيادة على هذا، تأكّدوا أنّ مشروع التّعليم هو منظومة عالميّة أقرّها الحلف بعد الحرب العالميّة الثّانية، ليستبدل استعماره من استعمار عسكريّ باحتلال الأرض إلى استعمار ثقافيّ تجاري، لا يستطيع تفعيله مع أمّيّين-بيع التّقتيّات والأسلحة...الخ..- فارجعوا إلى تواريخ استقلال كلّ بلداننا فستجدونها جاءت في نفس الفترة بين الخمسينات وأوائل السّتّينات. ولا أطيل عليكم ّ أقول: أنّهم لإنجاح مشروعهم الإستعماري الجديد، اختاروا مَن ينوبهم في كلّ بلد ليحفظ مصالحهم، وحتّى الذين استعصوا عليهم أنهكوهم وفي الختام أذعنوهم ولا يزالون. صحيح أنّ بورقيبة فصيح و مثقّف و صاحب رأي راجح خصوصا في السّياسة الخارجيّة ولا نجحد عليه ذلك، ولكنّه خبيث متسلّط ذو نزعة ديكتاتوريّة تمحق الأخضر واليابس وكلّ ما حوله. أمّا اقتصاديّا فقد أدخل البلاد في أزمات عدّة أفلست البلاد عدّة مرّات، ولا يستنكف من ذلك، ويمسحها في أحد أعضاده: أذكروا بن صالح ثمّ الباهي الأدغم ثمّ الهادي نويرة ثمّ مزالي ثم البشير صفر ، وكان يعدّ نفس الشّيء مع بن علي إلّا أنّه سبقه وانقلب عليه....فمصائبنا يا من تربّيتم على أخلاق العبيد و لعق أحذية الأسياد، سببها سيّدكم الذي تريدون إعادة تاريخه الأظلم -رحمه الله

Partager cet article
Repost0
13 août 2013 2 13 /08 /août /2013 01:52

نحن نفتخر بنسائنا ونهلّل لهنّ، وما افتخارنا بهنّ إلّا افتخار بحضارتنا، ولكن لا داعي لاستعمال "أفعل التّفضيل" مثل "أوّل" و "أحسن" و "أعظم" و"أذكى"، لأنّ أشقّاءنا من العرب لهم أقوال و مواقف أخرى مغايرة لما نقول، وما عليكم إلّا الإطّلاع على ما يقول إخواننا المصريّون والمغاربة والجزائريّون في خصوص نسائهم. ولا شكّ في أنّ مجلّة الأحوال الشّخصيّة التّونسيّة وما تحتويه من حقوق وحرّيّات للمرأة تُعدّ رائدة في العالم العربيّ بفضل الإرادة السّياسيّة ممثّلة بالخصوص في شخص الرّئيس الحبيب بورقيبة الذي تبنّى وطبّق الأفكار المستنيرة ل"الطّاهر الحدّاد" الذي بدوره تأثّر بمواقف وأفكار وكتابات المصريّ "قاسم أمين" الذي سبقه في هذا المجال. فحضارة الإنسان، ومنذ بدء الخليقة، شموليّة و متكاملة، يتأثّر كلّ مجتمع بشريّ بما تستنبطه المجتمعات الأخري، سواءا في الميادين الإجتماعيّة والإقتصاديّة أو ميادين الإكتشافات والإختراعات والإبداعات الفنّية. فعلينا أن نترك التّباهي المغلوط والنّرجسيّة المفرطة بتعلّة الوطنيّة، ولنترك لأنفسنا مجالا للتّواضع، لأنّ من يبالغ في التّباهى بذاته..."العفو سوف لن أقولها" اه

Partager cet article
Repost0
12 août 2013 1 12 /08 /août /2013 18:13

يضحكني سخيف           يستعمل الظّرافة   

ليخفي ما يخيف  
                 من قلّة الثّقافة

 

 

أفّ على جبان              تراءى بالبطولة

 

 

في غفوة الفرسان         من قلّة الرّجولة

 

 

تبّا لذي خسـاسة           ليس من الكرام

 

 

في لعق نعل السّاسة     طاب له المقام   


تتعبني الحمير            
تستعمل الحوافر       
 
لتوقف المسير            
وترهق المسافر     
 

تذهلني أناس             تنتهز المآسي


تلوّث الإحساس         للفوز بالكراسي


يُقرفني كَفّار             يستخدم الحروف


بالنّثر والأشعار        يفرّق الصّفوف

 

 

يؤلمني مسؤول       لا يفقه القيادة                         

 

 

ليست له أصول       في الحكم والرّيادة


أبكي على شعوب    لا تعرف الحداثة


تسبح في العيوب   كالبغل في الحراثة

 



 





 


 

 

 



Partager cet article
Repost0